للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أعداء الله، وجعل على نفسه أن يحصي كل نفقة أنفقها في الشرك فينفق مثلها في نصر الإسلام، وأقرّ رسول الله Object امرأته على نكاحه.

- أما هبّار بن الأسود، فكان ممن عرض لزينب بنت رسول الله Object حين حملت من مكة إلى المدينة، فكان رسول الله Object يأمر سراياه إن لقوه أن يحرّقوه. ثم قال: لا يعذّب بالنار إلا خالق النار. فأمر بقطع يديه ورجليه وقتله، فلما كان يوم الفتح، هرب ثم قدم على رسول الله Object المدينة.

ويقال أتاه وهو بالجعرانة حين فرغ من أمر المشركين بحنين، فمثل بين يديه وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقبل إسلامه، وأمر أن لا يعرض له، وخرجت سلمى مولاة رسول الله Object، فقالت: لا أنعم الله بك عينا، فقال رسول الله Object: مهلا، فقد محا الإسلام ما قبله. قال الزبير بن العوام: لقد رأيت رسول الله Object بعد غلظته على هبّار يطأطئ رأسه استحياء منه، وهو يعتذر إليه.

- وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح، فإنه أسلم وكان يكتب بين يدي رسول الله Object فيملي عليه «الكافرين»، فيجعلها «الظالمين»، ويملي عليه «عزيز حكيم» فيجعلها «عليم حكيم»، وأشباه هذا، فقال: أنا أقول كما يقول محمد وآتي بمثل ما يأتي به محمد. فأنزل الله فيه ﴿وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَ لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَ مَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ﴾ (١). وهرب إلى مكة مرّتدا، فأمر رسول الله Object بقتله، وكان أخا عثمان بن عفان من الرضاع، فطلب فيه أشدّ طلب حتى كفّ عنه رسول الله Object، وقال: أما كان فيكم من يقوم إلى هذا الكلب قبل أن أؤمنّه فيقتله؟ فقال عمر - ويقال أبو اليسر - لو أومأت إلينا، قتلناه. فقال: إني


(١) - سورة الأنعام - الآية:٩٣.