للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فبعث الهذيل إلى جزء: إني قد أطلقت امرأتك وابنيها، ثم إنهم اشتروا من سبيهم، وأطلق الهذيل منهم حتى راح الهذيل وليس في يده منهم أحد.

وشهد جزء يوم غبيط المدرة، وهو يوم صحراء فلج، ويقال بطن فلج، وكان فيه رئيس بني يربوع.

وكان من خبر هذا اليوم أن بسطام بن قيس بن مسعود الشيباني، ومفروق بن عمرو والحارث بن شريك، وهو الحوفزان غزوا بلاد بني تميم، فأغاروا على بني ثعلبة بن يربوع، وثعلبة بن سعد بن ضبة، وثعلبة بن عدي بن فزارة، وثعلبة بن سعد بن ذبيان. وكانت هذه الثعالب، فأصابوا فيهم واستاقوا إبلا من بعضهم، ولم يشهدهم عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي لأنه كان نازلا في بني مالك بن حنظلة، ثم إنهم مروا على بني مالك وهم بين صحراء فلج وبين غبيط المدرة، فاكتسحوا إبلهم، فركبت بنو مالك بن حنظلة وفيهم عتيبة بن الحارث وأسيد بن حناءة وجزء بن سعد وهو رئيس بني يربوع، ومعهم مالك بن نويرة فأدركوهم بغبيط المدرة، فقاتلوهم حتى هزموهم واستنقذوا ما كانوا أخذوا، وقتلت بنو شيبان أبا مرحب ربيعة بن حصبة، ولحق عتيبة بسطاما فقال له: يا أبا الصهباء استأسر. قال: ومن أنت؟ قال: عتيبة وأنا خير لك من الفلاة والعطش، فأسر عتيبة بسطاما، وجاء بجاد أخو بسطام ليكر عليه فقال له بسطام: أنا حنيف إن كررت وكان نصرانيا، وقالت بنو ثعلبة بن يربوع لعتيبة: يا أبا حزرة إن أبا مرحب قد قتل، وقد أسرت بسطاما فاقتله، وقال إني معيل أحب اللبن فانتقل ببسطام إلى بني جعفر بن كلاب لئلا يقتل، وقد كان بسطام قال له: صر بي إلي بني جعفر بن كلاب أعطك