للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورأى خالد في بعض دور أمراء البصرة مالك بن دينار، ومحمد بن واسع الأزدي وفرقدا السبخي، فمال إليهم ثم قال: ما خلطكم بنا عند هذا الباب فقد عهدناكم ترغبون عنه، والله ما يخرج إلينا منكم أحد إلا بشقاء، ولا يدخل منا أحد إليكم إلا بسعادة، ثم خاف أن يكونوا قد استغلظوا قوله فعاد إليهم فقال: الله يعلم أن قلبي يحبكم، ولكنا تمرغنا على هذه الدنيا فتمرغت علينا، وما شبهت بي وبكم إلا الجناح يكون معلقا بالدار، فإن شاء قائل أن يقول ليس منها لخروجه عنها قال، وإن شاء أن يقول إنه منها لتعلقه بها قال.

وقال أبو الحسن: خاصم رجل خالدا إلى بلال بن أبي بردة فقضى للرجل على خالد، وتحامل عليه، فقام خالد وهو يقول: سحابة صيف عن قليل تقشّع. فقال بلال: أما إنها لا تقشع حتى يصيبك منها شؤبوب برد، فضربه فيما يقال مائة سوط، وأمر بحبسه، فقال خالد: علام تحبسني يا بلال وما جنيت جناية؟ فقال: يخبرك عن ذلك باب مصمت، وأقياد ثقال، وحاجب يقال له حفص.

وقيل لخالد: ما بلغ من زهد الحسن فقال: لم يقلّب درهما قط ولم ير في سوق قط إلا مجتازا، وكان في نهاره معلما، وفي ليله زاهدا عابدا.

وكان خالد يقول وهو غاز إذا سبقه القوم: أهكذا يفعل السراة وأهل المروءة؟ فإذا سبقهم فقيل له: تنهى عن شيء وتفعله؟ قال: فلم بذلنا الأموال في فرهة الدواب؟ وخطب خالد امرأة من بني سعد فقال لها: أنا خالد بن صفوان، والحسب ما علمت، وكثرة المال على ما بلغك، وفيّ خصال أعلمك بها