للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا أفارق صاحبتي، فإنها خير صاحبة. ولما سارت قريش إلى بدر، كان معهم. فأسر في المعركة. فلما بعث أهل مكة في فداء أسرائهم، بعثت زينب في فداء أبي العاص بمال. وبعثت معه بقلادة لها كانت خديجة رضي الله تعالى عنها وهبتها لها حين أدخلتها على أبي العاص. فلما رآها رسول الله ، عرفها، فرّق لها رقة شديدة وقال للمسلمين: إن رأيتم أن ترّدوا قلادة زينب ومالها عليها وتطلقوا أسيرها، فافعلوا. فقالوا: نعم، ونعمة عين يا رسول الله. فأطلقه رسول الله بعد أن اشترط عليه أن يبعث بزينب إليه. وتوثق منه، ووجّه زيد بن حارثة الكلبي مولاه في عدة من الأنصار إلى بطن يأجج، وأمرهم بالمقام هناك إلى أن توافيهم زينب فيصاحبونها حتى يقدموا بها المدينة. وذلك بعد بدر بشهر. وأمر أبو العاص زينب بالتهيؤ. فلما تجهزت، بعث بها مع كنانة بن عدي بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف، وهو ابن عمه. ويقال: بل بعث بها مع عدي بن ربيعة. فاعترضها رجال من قريش بذي طوى. فبدر إليها هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى، ونافع بن عبد قيس بن لقيط بن عامر الفهري، وهو أبو «عقبة بن نافع»، صاحب المغرب.

فأهوى إليها هبار بالرمح، فأفزعها، وكانت حاملا فألقت ما في بطنها بعد أيام. وفوّق كنانة، أو عدي، سهما وكان راميا. فقال له أبو سفيان بن حرب، وكان في القوم: اكفف نبالك عنا، فإنا والله ما نمنعها من المسير إلى أبيها وإنما أنكرنا خروجكم بها نهارا، ورأينا علينا في ذلك غضاضة؛ فردها إلى مكة، فإذا غشينا الليل، وهدأت الرجل فأسر بها ففعل، وأخرجها ليلا حتى أتى بها زيدا ومن معه فسلمها إليهم. ويقال إنّ هبارا أنفر بها البعير حتى