للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أوصيكم بما أوصى به أكثم بن صيفي الأسيدي قومه، فإنه قال لهم: يا بني تميم كافئوا على حسن الثناء، وأكرموا ذوي المروءات، واحذروا فضول القول، وزلل اللسان فإن اللسان يزلّ فيهلك صاحبه، وعليكم في حروبكم بالحذر والأناة.

وأما المدائني فأخبرنا عن المهلب أنه أوصى بنيه بنحو هذا، ولم يذكر أكثم.

وقال أكثم: لا سرو لمن قلّ حياؤه ولا مروءة لمن آثر ماله على عرضه.

وقال: الحياء فرند (١) الوجه.

وقال لابنه: يا بني لا تكذبنّ هازلا، فتكذب جادا.

وحدثنا ابن الأعرابي قال: كان أكثم يقول: أهنأ المعروف أعجله.

وكان يقول: أرضى الناس عندهم أفشاهم معروفا فيهم (٢).

وحدثني أبو عدنان عن زيد بن كثوة أن أكثم بن صيفي قال: لا يحسن المداراة من لم يكظم الغيظ ويصبر على الأذي.

وقال أكثم: سامع الغيبة أحد المغتابين.

وقال أكثم: ما استبّ اثنان إلا غلب ألأمهما. وروي ذلك عن الزبرقان بن بدر أيضا.

وقال: يركب الصعب من لا ذلول له، ويأنس بالغريب من لا قريب له.

وقال أكثم: عدو الرجل جهله، وصديقه عقله.


(١) الفرند: السيف، وجوهره، ووشيه. القاموس.
(٢) بهامش الأصل: خ. عندهم.