للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جارية، يقال لها هند، فتزوجها صيفي بن أمية بن عابد بن عبد الله، فولدت له محمدا. فيقال لبني محمد بن صيفي بالمدينة «بنو الطاهرة».

وتزوج رسول الله (١)، بعد خديجة، سودة بنت زمعة بن قيس، من بني عامر بن لؤي، قبل الهجرة بأشهر. وكانت قبله عند السكران بن عمرو، أخي سهيل بن عمرو. فلما مات خلف عليها رسول الله .

فكانت أول امرأة وطئها بالمدينة. وكانت أم سودة. الشموس بنت قيس بن زياد بن عمرو بن لبيد بن خداش، من بني النجار، من الأنصار. وكانت رأت في النوم كأن رسول الله وطئ على عنقها، فأخبرت السكران بذلك.

فقال: لئن صدقت رؤياك، لأموتن وليتزوجك محمد. فقالت: حجرا وسترا. ثم رأت ليلة أخرى كأن قمرا انقض عليها من السماء. فتزوّجها النبي . وولي تزويجها إياه حاطب [بن عمرو] بن عبد شمس، ويقال أبوها. فوضع أخوها، عبد، التراب على رأسه. فكان يقول حين أسلم:

إني لست أحثو التراب على رأسي لتزوّج النبي سودة. وكانت سودة مسنة، فطلقها رسول الله في سنة ثمان من الهجرة تطليقة. فجمعت ثيابها، وجلست له على الطريق التي كان يسلكها إذا خرج إلى الصلاة. فلما دنا منها، بكت وقالت: يا رسول الله، هل اعتددت عليّ في الإسلام بشيء؟ فقال: اللهم لا. فقالت: أسألك بالله لما راجعتني. فراجعها. وجعلت يومها لعائشة، وقالت: والله ما غايتي إلا أن أرى وجهك وأحشر مع أزواجك. وكان في أذنها ثقل. وتوفيت في سنة ثلاث وعشرين. وصلى عليها عمر بن الخطاب. ويقال إنها توفيت في خلافة عثمان، ولها نحو من


(١) - في هامش الأصل: آخر المجلد الرابع من الأصل ولله كل حمد.