للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حارثة وهرم بن سنان بن أبي حارثة، فلقي الحصين رجلا من بني عبس فقتله، وبلغ ذلك الحارث وهرما فاشتدّ عليهما، وأراد بنو عبس قتل الحارث فصالحهم على الدّية.

[ومنهم: الحارث بن ظالم بن جذيمة بن يربوع بن غيظ.]

حدثنا قوم من علمائنا أن زهير بن جذيمة بن رواحة العبسي تزوج امرأة من بني سليم بن منصور يقال لها تماضر بنت الشريد، فولدت له قيس بن زهير. وكثير بن زهير. ومالك بن زهير. وشأس بن زهير. والحارث بن زهير. وخداش بن زهير. وورقة بن زهير. ونهشل بن زهير. وعوف بن زهير.

وكان النعمان بن المنذر أرسل إلى زهير يخطب ابنته، ويسأله أن يبعث إليه ببعض بنيه، فبعث إليه شأسا، فلما قدم عليه سأش حباه وأكرمه وأحسن جائزته ورده إلى أبيه وعرض عليه أن يوجه معه قوما يبذرقونه فقال:

لا شيء أمنع لي من نسبتي إلى أبي، فورد ماء من مياه غني بن أعصر يقال له النتأة، فوجد عليه رجلا من غنيّ فقال له شأس: أفي الحوض ماء؟ قال:

ما فيه ما يكفيك. فقال شأس: والله إن قراكم ما علمت لحسن، وإن كلامكم لغليظ. فنكس الغنويّ حين سمع قوله، وشم منه ريح المسك فرماه بسهم فقتله، وأخذ ثيابه وجميع ما معه، ثم حفر له ودفنه، وأخفى ما كان معه، وكان فيه عيبة مملوءة مسكا وعنبرا وحللا وغيرها. وكان الغنوي رياح بن حراق.

وقال ابن الكلبي: هو رياح بن أخي الأشل، وفحص زهير حين أبطأ عنه شأس عن خبره، وأخبر بما انصرف به من عند النعمان، ولم يدر من قتله