للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلقوا غلمة من بني أشجع بن ريث فقتلوهم، وعلى بني عامر عامر بن الطفيل.

ثم غزا بهم بني فزارة فلقوه وعليهم عيينة بن حصن. فانهزمت بنو عامر، ودخلوا واديا لم يكن فيه منفذ فرجعوا، ووقفت غطفان على فم الوادي، فلما رأى ذلك بنو جعفر بن كلاب قالوا: إنه لا ينجينا إلاّ الصدق، وأن نرميهم بنواصي الخيل، فقتل يومئذ من بني جعفر:

كنانة، والحارث ابنا عبيدة بن مالك بن جعفر، وقيس بن الطفيل، وجعل عامر يقول وقد عقربه فرسه: «يا نفس ألاّ تقتلي تموتي» (١) فحمله جبّار بن سلمى بن مالك بن جعفر على فرسه، وارتدف خلفه، وأخذ عامر الرمح فحمل على رجل منهم فجدّله، ثم أقبل نحو فرسه العقير وقد عار فلم يقدر عليه، فقالت امرأة من بني جعفر:

ما للوجيف نصلت حوافره … وألغيت في آره (٢) مشافره

كيف جرى بالأمس عزي جازره

وأسرت غطفان في هذا اليوم من بني عامر أربعة وثمانين رجلا، فدفعوا إلى أشجع، فجعل عقبة بن مليس - وبعضهم يقول: عقبة بن أنيس بن حليس، والأول قول ابن الكلبي - يقول: من جاءني بأسير فله فداؤه، وجعل يذبحهم حتى أتى على آخرهم، وغرم فداءهم فسمي مذبّحا.


(١) لم يرد قوله هذا في ديوانه حتى يكمل ويضبط.
(٢) الإرة: النار نفسها أو موضعها أو استعارها وشدتها، والأرى: ما لزق بأسفل القدر، وتأرى عنه: تخلف وبالمكان احتبس. القاموس.