للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد روى سعدويه، عن أبي أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت:

كان رسول الله ﷺ يأتي حفصة، فتأتيه بالعسل، وأنها واطأت سودة على أن تقول له إذا خرج من عند حفصة: إني أجد منك ريح عرفطة.

وحدثني محمد بن حاتم، ثنا عمر بن يونس، ثنا عكرمة بن عمار العجلي، عن سماك بن أبي زميل قال، حدثني عبد الله بن عباس، عن عمر بن الخطاب قال:

اعتزل رسول الله ﷺ نساءه، فسمعت الناس يقولون: طلق رسول الله ﷺ نساءه. قال: وذلك قبل الحجاب. فقلت: والله لأعلمنّ ذلك.

فدخلت على عائشة، فقلت: يا بنة أبي بكر، أبلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله ﷺ؟ فقالت: مالي ولك يا بن الخطاب؛ عليك بغيري.

فدخلت على حفصة، فقلت يا حفصة أبلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله ﷺ؟ والله لقد علمت أنه لا يحبك، فلولا أنا، لطلقك. قال: فبكت أشد البكاء. فقلت: أين رسول الله؟ قالت: في مشربة. قال: وإذا أنا برباح، غلامه، قاعدا على سكفة المشربة وقد دلىّ رجليه على نقير من خشب. وهو جذع يرقى عليه النبي ﷺ وينحدر. فقلت: يا رباح، استأذن لي. فنظر إلى الغرفة، ثم نظر إليّ، ولم يقل شيئا. فرفعت صوتي وقلت: يا رباح، استأذن لي، فإني أظنّ رسول الله ﷺ يرى أني جئت من أجل حفصة؛ والله لئن أمرني بضرب عنقها، لأضربنّ عنقها. فأومأ إليّ بيده أن ارق. فرقيت فقلت: يا رسول الله: أطلّقتهن؟ فقال: لا. وذكر بعد ذلك كلاما.