للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

-قال هشام: وقال الشرقي بن القطامي:

خرج إلياس منتجعا، ومعه أهله وماله. فدخلت بين إبله أرنب، فنفرت الإبل. فخرج عمرو بن إلياس في طلبها، فأدركها. فسماه أبوه «مدركة». وخرجت ليلى خلف ابنها مهرولة، فقال الشيخ: ما لك إلى أين تخندفين؟ فسميت «خندف». وخرج عامر في طلب الأرنب، فصادها وطبخها. فقال له أبوه: أنت طابخة. ورأي عميرا قد انقمع في المظلة، فهو يخرج رأسه منها، فقال له: أنت قمعة (١).

- قال هشام: وذكروا أنّ إلياس بن مضر قال لولده:

يا عمرو قد أدركت ما طلبتا … وأنت قد أنضجت ما طبختا

وأنت قد أسأت إذ قمعتا

ويقال إنّ قمعة بن خندف من غير إلياس.

- وقال الكلبي وشرقي:

لما مات نزار، قال ربيعة - وكان أسن من مضر-: ينبغي لنا أن نصير إلى الملك ليعرف مواضعنا، ويجعل الرئاسة لمن رأى منا. فقال مضر:

نحتاج في الوفادة إلى مؤونة؛ وأنا أتكلفها. ثم نفذ فسبقه ربيعة، فوفد قبله. ثم قدم مضر بعده، وقد أنس ربيعة بالملك. ثم قدم مضر وهو منقبض. فعلم أن ربيعة قد مكر به. فأمر الملك أن يسألا حوائجهما. فقال مضر: أنا أسأل الملك أن لا يأمر لي بشيء إلا أمر لربيعة بضعفه، فإنه أسنّ مني. فقال: ذاك لك. فقال: أسألك أن تأمر بقلع عيني وقلع عينيه جميعا. فضحك الملك وقال: لا بل أجيزكما، فأجاز مضر بشيء، وأعطى ربيعة مثله، لم يزده. وقوم يروون أن ربيعة كان أعور، فسأل مضر قلع


(١) - جمهرة ابن الكلبي ج ١ ص ٥.