للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يزهر». فأتى خزيمة كاهنة، يقال لها سرحة، فقصّ الرؤيا عليها. فقالت:

«لئن صدقت رؤياها، لتلدنّ منك غلاما يكون له ولأولاده نفوس باسلة، وألسن سائلة، ثم لتموتن عنها فيتزوجها ابنك من بعدك، فتلد له ولدا ويكون لولده عدد وعدد، وقروم مجد، وعز إلى آخر الأبد». فولدت له أسدا. ثم خلف عليها كنانة، فولدت له النضر وإخوته منها. ورأى كنانة، وهو قائم في الحجر، قائلا يقول: «اختر أبا النضر، مني الصهيل والهدر، أو عمارة الجدر، وعزّ الدهر».

فقال: «كلا أسأل ربي». فقضى هذا كله لقريش.

- وقال هشام بن الكلبي: دخل بنو أسدة بن خزيمة في بني أسد بن خزيمة، وكانوا قليلا. وقوم يقولون: إنّ أسدة درج. ونسّاب مضر يقولون: إنّ أسدة هذا أبو جذام، وأنّ ولده غاضبوا إخوته، فأخرجوهم.

فأتوا الشأم، وحالفوا لخما وقالوا: جذام بن عدي أخو لخم بن عدي.

وقال بشر بن أبي خازم الأسدي:

صبرنا عن عشيرتنا فبانوا … كما صبرت خزيمة عن جذام

وكانوا قومنا فبغوا علينا … فسقناهم إلى البلد الشآمي (١)

وقال الكميت بن زيد الأسدي:

وأم جذام كان ظئار قوم … على قوم وعطف ذوي العقول

ألجّتهم مباعدة وكانوا … بنى الهوّاسّ في الظلم المصول

فباتوا في بني أسد عليهم … مجاز من خزيمة ذي القبول (٢)

وقال أبو اليقظان البصري: ردّ مروان بن محمد جذام في أيامه إلى بني أسد. فقال القعقاع الطائي:

ما كنت أحسب أن يمتدبي أجلي … حتى تكون جذام في بني أسد


(١) - ليسا في ديوانه المطبوع.
(٢) - ديوان الكميت ج ٢ ص ٦٢.