للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وتعلموا أنه ليل ساج، ونهار ضاح، وإنّ السماء بناء، والأرض مهاد، والنجوم أعلام لم تخلق عبثا، فتضربوا عن أمرها صفحا. الآخرون كالأولين. والدار أمامكم، واليقين غير ظنكم. صلوا أرحامكم، واحفظوا أصهاركم، وأوفوا بعهدكم. وثمروا أموالكم، فإنها قوام مروّاتكم، ولا تصونوها عما يجب عليكم. وأعظموا هذا الحرم وتمسكوا به فسيكون له نبأ، ويبعث منه خاتم الأنبياء. بذلك جاء موسى وعيسى». ثم ينشد:

على فترة يأتي نبي مهيمن … يخبر أخبارا عليما خبيرها

قال هشام بن محمد: وأما عوف بن لؤيّ، فإنّ أمه مضت بعد موت أبيه إلى قومها من بني غطفان بن سعد بن قيس عيلان، وعوف معها.

فتزوّجها سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان. فتبناه سعد. فقيل عوف بن سعد. وولد لعوف بن لؤي: مرّة. فقالوا: مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض. وكان بنو غطفان انتجعوا أرضا مخصبة. فخرجوا وتركوا عوفا في داره التي ارتحلوا عنها. فقال عوف: لو كنت من هؤلاء ما تركت هزيلا. فركب بعيره وهو يريد اللحاق بقريش بمكة، فمرّ به فزارة بن ذبيان بن بغيض. فأخبره بما يريد أن يفعل. فقال فزارة:

عرّج عليّ ابن لؤيّ جملك … خلّفك القوم فلا منزل لك

ومضى به معهم. فكان عمر بن الخطاب يقول: لو كنت مدّعيا حيا من العرب لادّعيتهم.

- وهرب الحارث بن ظالم المرّي من ملك الحيرة، حين أجار ملك الحيرة خالد بن جعفر بن كلاب، من بني عبس، فقتله الحارث وهو في جواره فطلب. وأتى عبد الله بن جدعان مستجيرا به. وكانوا إذا خافوا