للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثني عبد الله بن أبي أمية أبو عمرو، ثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال:

سمعت عائشة تقول: كنت أسمع رسول الله ﷺ كثيرا يقول: «إنّ الله لم يقبض نبيا قط حتى يخيره»؛ فلما احتضر رسول الله ﷺ، كانت آخر كلمة سمعتها منه: «الرفيق الأعلى من الجنة»؛ فقلت: إذا والله لا يختارنا، وعرفت أنه الذي كان يقول لنا إن نبيا لا يقبض حتى يخير (١).

حدثنا عمرو بن محمد الناقد، ثنا عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن عباد بن عبد الله، عن عائشة قالت:

سمعت رسول الله ﷺ يقول عند وفاته: «اللهم اغفر لي وألحقني بالرفيق».

حدثنا شريح، ثنا إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة قال: قالت عائشة رضي الله تعالى عنها:

مات رسول الله ﷺ في بيتي في يومي وليلتي، وبين سحري ونحرى، ودخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك رطب فنظر إليه حتى ظننت أن له فيه حاجة، فمضغته وطيبته ودفعته إليه، فاستن أحسن ما رأيته استنّ قط، ثم ذهب يرفعه فسقطت يده، فأخذت أدعو دعاء كان يدعو به إذا مرض فلم يدع به في مرضه ذلك ورفع بصره إلى السماء وقال: «الرفيق الأعلى»، ثم فاضت نفسه؛ فالحمد لله الذي جمع بين ريقي وريقه في آخر يوم في الدنيا (٢).


(١) - سيرة ابن هشام ج ٢ ص ١٠٦٥.
(٢) - طبقات ابن سعد ج ٢ ص ٢٣٣ - ٢٣٤.