للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أنا الذي أعان فعلي حسبي … وخندف أمي وإلياس أبي

- قالوا: وإنما سمى زيد بن كلاب «قصيا» لأن ربيعة بن حرام بن ضنّة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة قدم مكة حاجا فأقام بها، فلما مات كلاب بن مرة، خلف على امرأته فاطمة بنت سعد بن سيل. وكانت قد ولدت لكلاب: زهرة وزيدا؛ وكان زيد حين مات أبوه صبيا صغيرا، ثم إن ربيعة خرج إلى بلاد قومه، وحمل فاطمة وزيدا ابنها معه. وتخلف زهرة بمكة. فسمي زيد قصيا لبعده من دار قومه، وأنه أقصي عنهم. وولدت فاطمة لربيعة بن حرام: رزاح بن ربيعة، وحنّ بن ربيعة. فهما أخوا قصي لأمه. ويقال إنّ أخا قصيّ لأمه منهما رزاح بن ربيعة؛ وإنّ حن بن ربيعة من امرأة سوى فاطمة. وإنّ قصيا خرج من بلاد عذرة حتى أتى مكة.

- حدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن جده، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال:

لما بلغ قصي، جهزته أمه وزينته، فخرج مع حجاج عذرة، حتى أتى مكة. فعرفت له قريش قدره وفضله، وأعظمته حتى أقرت له بالرئاسة والسؤدد. وكان أبعدها رأيا، وأصدقها لهجة، وأوسعها بذلا، وأبينها عفافا. وكان أول مال أصابه مال رجل قدم مكة بأدم كثير، فباعه.

وحضرته الوفاة، ولا وارث له، فوهبه له، ودفعه إليه.

وكانت خزاعة مستولية على الأبطح والبيت، وكانت قريش تحلّ الشعاب والجبال وأطراف مكة وما حولها. فخطب قصي إلى حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة - وهو لحيّ - ابنته حبّى بنت حليل. فزوجه إياها. وكان حليل يتولى أمر البيت، ويتقلد رئاسة خزاعة