للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كان مما لحقنا من كلام قصي قوله: «العيّ عيان، عيّ الإفحام، وعيّ المنطق بغير سدر». وقوله: «الحسود عدوّ خفي المكان». وقوله:

«من سأل قوما فوق قدره استحق الحرمان». وكان بنات قصي: برة تزوّجها عمر بن مخزوم، وتخمر تزوجها عمران بن مخزوم. وأمهما حبّى بنت حليل.

- وقال الواقدي: أنزل قصي قريشا منازلها، وكان بالبلد عضاه.

فقطعها، وأذن في قطعها. فاستوحشوا من ذلك فقال: إنكم ليس تريدون الفساد؛ إنما تريدون التوسعة وتستعينون على منازلكم.

قال الواقدي: ويقال إنهم استأذنوه في قطع الشجر، فأباه؛ فبنوا والشجر في منازلهم. وهذا أحسن عندنا من إذن قصي في قطع الشجر، وأشبه بالحق. قال: ثم اضطروا إلى قطعه، فقطعوه بعده. وكان عبد الله بن الزبير قطع شجرا في دوره، لضيقها عليه.

- وولد عبد مناف بن قصي - وتكنى أبا عبد شمس - عمرو بن عبد مناف وهو هاشم. وأمه عاتكة بنت مرّة بن هلال بن فالج بن ذكوان، من بني سليم. وأمها ماوية بنت حوزة بن سلول. وإنما سمي هاشما، لأنه هشم لهم الخبز.

حدثني عباس بن هشام بن الكلبي، عن أبيه، عن جده، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: أصابت قريشا سنة ذهبت بأموالهم وأقحطوا فيها. وبلغ هاشما ذلك وهو بالشأم. وكان متجره بغزّة وناحيتها.

فأمر بالكعك والخبز، فاستكثر منهما. ثم حملا في الغرائر على الإبل، حتى وافى مكة. فأمر بهشم ذلك الخبز والكعك، ونحرت الإبل التي حملت.

فأشبع أهل مكة وقد كانوا جهدوا. فقال عبد الله بن الزبعرى - وقال بعضهم: الزّبعرى، والأول أصح-: