للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عمرو العلى هشم الثريد لقومه … ورجال مكة مسنتون عجاف

وهو الذي سنّ الرحيل لقومه … رحل الشتاء ورحلة الأصياف (١)

وقال وهب بن عبد قصي:

تحمل هاشم ما ضاق عنا … وأعيا أن يقوم به ابن بيض

فأوسع أهل مكة من هشيم … وشاب الخبز باللحم الغريض (٢)

قال ابن الكلبي: ابن بيض رجل من قوم عاد، كان يقال له ثوب بن بيض، نزل به قوم فنحر لهم جزورا سدّت طريقا كانت تسلك إليه في واد.

فقيل: سد ابن بيض السبيل، فذهبت مثلا، ويقال إنّ ابن بيض هذا كان موسرا مكثرا، وكان قد صولح على خرج، وجعل على نفسه شيئا لقوم يعطيهم إياه لوقت. فكان يخرج ذلك الشيء، ويجعله في فم شعب كان يدخل إليه منه. فإذا جاء من يقبض ذلك، قالوا: سدّ ابن بيض السبيل؛ أي قضى ما عليه.

وروي عن يونس النحوي البصري أنه قال: يقال للرجل الشريف الواضح النسب «ابن بيض»، كما يقال «ابن جلاء».

- وكان هاشم بن عبد مناف صاحب إيلاف قريش الرحلتين، وأول من سنّهما. وذلك أنه أخذ لهم عصما من ملوك الشأم، فتجروا آمنين. ثم إنّ أخاه عبد شمس أخذ لهم عصما من صاحب الحبشة، وإليه كان متجره.

وأخذ لهم المطلب بن عبد مناف عصما من ملوك اليمن. وأخذ لهم نوفل بن عبد مناف عصما من ملوك العراق. فألفوا الرحلتين في الشتاء إلى اليمن والحبشة والعراق، وفي الصيف إلى الشأم. فقال الحارث بن حنش


(١) - شعر عبد الله بن الزبعرى ص ٥٣.
(٢) - اللحم الغريض: الطازج والطري.