للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

السلمي، وهو أخو هاشم لأمه عاتكة بنت مرة السلمية:

إنّ أخي هاشما ليس أخا واحد … والله ما هاشم بالناقص الكاسد

والخير في ثوبه وحفرة اللاحد … الآخذ الألف والوافد للقاعد

وقال العجير السّلولي:

نحن ولدنا هاشما والمطّلب … وعبد شمس نعم صنو المنتجب

وقال مطرود بن كعب الخزاعي:

يا أيها الرجل المحوّل رحله … هلاّ نزلت بآل عبد مناف

هبلتك أمك لو نزلت عليهم … ضمنوك من جوع ومن أقراف

الآخذون العهد من آفاقها … والراحلون لرحلة الإيلاف

والمطعمون إذا الرياح تناوحت … ورجال مكة مسنتون عجاف (١)

والمفضلون إذا المحول ترادفت … والقائلون هلم للأضياف

والخالطون غنيهم بفقيرهم … حتى يكون فقيرهم كالكافي

- حدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن جده وابن خربوذ وغيرهما، قالوا:

لما صارت الرفادة والسقاية لهاشم، كان يخرج من ماله كل سنة للرفادة مالا عظيما، وكان أيسر قريش، ثم يقف في أيام الحج فيقول: «يا معشر قريش إنكم جيران الله وأهل بيته، وإنه يأتيكم في موسمكم هذا زوّار الله تبارك ذكره يعظمون حرمة بيته، وهم أضيافه وأحق الناس بالكرامة.

فأكرموا أضيافه وزوّار كعبته، فإنهم يأتون شعثا غبرا من كل بلد على ضوامر كالقداح قد أزحفوا، وتفلوا، وقملوا، وأرملوا (٢). فأقروهم، وأغنوهم،


(١) - في نسخة استانبول: «حتى تغيب الشمس في الرجاف».
(٢) - أزحفوا: أعيوا. تفلوا: أنتن ريحهم. قملوا: تولد عندهم القمل. أرملوا: قل زادهم.