للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الله: قد سلم دينك وعرضك إلى اليوم؛ فاقعد بمكانك وقال له محمد بن عمرو: أخملت نفسك وأمتّ ذكرك فانهض مع الناس في أمرهم هذا ولا ترض بالدنية في العرب. فدعا وردان مولاه فأمره بإعداد ما يحتاج إليه وشخص إلى معاوية فكان معه لا يشركه في أمره، فقال له: إني قصدت إليك وأنا اعرف موضع الحق لتجعل لي في أمرك هذا حظّا إذا بلغت إرادتك، ولأن تشركني في الرأي والتدبير. فقال له: نعم ونعمة عين، قد جعلت لك ولاية مصر. فلما خرج من عند معاوية قال لابنيه: قد جعل لي ولاية مصر. فقال له: محمد ابنه: وما مصر في سلطان العرب.

فقال: لا أشبع الله بطن من لم تشبعه مصر.

حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا بشير بن عقبة أبو عقيل:

عن الحسن قال: لما كان من أمر علي ومعاوية ما كان؛ دعا معاوية عمرو بن العاص إلى قتال عليّ فقال: لا والله لا أظاهرك على قتاله حتى تطعمني مصر؛ فأبى عليه فخرج مغضبا. ثم إن معاوية ندم وقال: رجل طلب إليّ في شيء على هذه الحال فرددته؟ فأجابه إلى ما سأل.

وحدثنا خلف بن سالم، وأحمد بن إبراهيم، قالا: حدثنا وهب بن جرير، عن جويرية بن اسماء:

عن عبد الوهاب الزبيري عن أشياخه قالوا: لما وقعت الفتنة لم يكن أحد من قريش أعفى فيها من عمرو بن العاص أتى مكة فأقام بها، فلم يزل كافا حتى كانت وقعة الجمل، فقال لابنيه: إني قد ألفيت نفسي بين جزاري مكة وما مثلي رضي بهذه المنزلة فإلى من تريان أن أصير؟ فقال له عبد الله: