للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأمسكني عن الهرب.

وقتل حابس بن سعد الطائي من أهل الشام، قتله الحمارس من أهل الكوفة فشد عليه زيد بن عدي بن حاتم فقتله ولحق بمعاوية؛ ثم رجع بعد إلى الكوفة؛ فخرج في جماعة يصيب الطريق فقتلته خيل للمغيرة بن شعبة؛ وهو عامل معاوية على الكوفة.

وقال بعضهم: قتل مع الخوارج بالنهروان.

وقال شقيق بن ثور السدوسي: يا معشر ربيعة لا عذر لكم إن قتل علي ومنكم رجل حي. فتمثل علي قول رجل منهم يوم الجمل:

لمن راية سوداء يخفق ظلهّا … إذا قيل: قدمّها حضين تقدما

المدائني، عن عيسى بن يزيد، قال:

لما قامت الحرب بين علي ومعاوية بصفين فتحاربوا أياما قال معاوية لعمرو بن العاص في بعض أيامهم: إن رأس الناس مع علي عبد الله بن عباس، فلو القيت إليه كتابا تعطفه به، فإنه إن قال قولا لم يخرج منه علي وقد أكلتنا هذه الحرب. فقال عمرو: إن ابن عباس أريب لا يخدع ولو طمعت فيه لطمعت في علي. قال: صدقت إنه لأريب ولكن اكتب إليه على ذلك. فكتب إليه:

من عمرو بن العاص إلى عبد الله بن العباس.

أما بعد: فإن الذي نحن وأنتم فيه، ليس بأول أمر قاده البلاء، وساقه سفه العاقبة، وأنت رأس هذا الأمر بعد علي، فانظر فيما بقي بغير ما مضي، فو الله ما أبقت هذه الحرب لنا ولا لكم حيلة، واعلم أن الشام لا يملك إلا بهلاك العراق، وأن العراق لا يملك إلا بهلاك الشام، فما خيرنا