للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول: إن نعثل هذا فعل وفعل. فقلت: لو أجد عليه أعوانا لوطئته حتى أقتله وقلت: اللهم إن تشأ تمكنني من عمار، فلما كان يوم صفين أقبل في أول الكتيبة حتى إذا كان بين الصفين طعنه رجل في ركبته بالرمح فعثر فانكشف المغفر عنه فضربته فإذا رأس عمار بالأرض أو كما قال. فلم أر رجلا أبين ضلالة من أبي غادية إنه سمع من النبي في عمار ما سمع ثم قتله قال: ودعا بماء فأتي به في كوز زجاج فلم يشربه، فأتي بماء في خزف فشربه، فقال رجل بالنبطية: تورع عن الشرب في الزجاج ولم يتورع عن قتل عمار.

وحدثني وهب بن بقية وسريج بن يونس وأحمد بن هشام بن بهرام، قالوا: أنبأنا يزيد بن هارون، أنبأنا شريك، عن محمد بن عبد الله المرادي، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: كنا عند عمار بصفين وعنده شاعر ينشده هجاء في معاوية وعمرو؛ وعمار يقول له:

الصق بالعجوزين فقال له رجل: أيقال الشعر عندكم ويسب أصحاب رسول الله ويسبّ أصحاب بدر؟! فقال: إن شئت فاسمع وإن شئت فاذهب فإن معاوية وعمرا قعدا بسبيل الله يصدان عنه، فالله سابّهما وكل مسلم، وإنه لما هجانا المشركون شكونا ذلك إلى رسول الله فقال: قولوا لهم كما يقولون لكم فإن كنا لنعلمه الإماء بالمدينة.

حدثنا عمرو بن محمد، وإسحاق الهروي قالا: حدثنا أبو معاوية الضرير، حدثنا الأعمش، عن عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الله بن الحارث قال: إني لأسير مع معاوية منصرفه من صفين بينه وبين عمرو بن العاص فقال عبد الله بن عمرو: يا أبه سمعت رسول الله يقول لعمار: