للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من البين القيل والقال.

فإن من وقع منه القتال يوم الجمل كطلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم، كانوا محبين للأمير كرم الله تعالى وجهه، عارفين له فضله، كما أنه رضي الله عنه في حقهم كذلك، وليس بين ذلك وبين القتال الواقع في البين تناف؛ لأن القتال لم يكن مقصودا؛ بل وقع عن غير قصد، لمكر من قتلة عثمان رضي الله تعالى عنه الذين كانوا بعشائرهم في عسكر الأمير، إذ غلب على ظنهم من خلوته بطلحة والزبير أنه سيسلمهم إلى أولياء عثمان.

فأطاروا من نيران غدرهم شرارا، ومكروا مكرا كبارا، فأوقعوا القتال بين الفريقين، فوقع ما وقع إن شاء وإن أبى أبو الحسنين. فكل من الفريقين كان معذورا {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا

<<  <   >  >>