للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ٧٦٢ -

خاطبهم الْقُرْآن وعلماء الْقُرُون المفضلة من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ هم الْعَوام حشرنا الله مَعَهم.

وَيَقُول: وَأعظم تِلْكَ الْأَسْرَار تكوينها على هَيْئَة كرية. قَالَ الْفَخر: كَانَ عمر بن الحسام يقْرَأ كتاب المجسطي على عمر الْأَبْهَرِيّ فَقَالَ لَهما بعض الْفُقَهَاء يَوْمًا: مَا الَّذِي تقرأونه؟ فَقَالَ الْأَبْهَرِيّ أفسر قَوْله تَعَالَى {أفلم ينْظرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقهم كَيفَ بنيناها} فَأَنا أفسر كَيْفيَّة بنائها. وَلَقَد صدق الْأَبْهَرِيّ فِيمَا قَالَ فَإِن كل من كَانَ أَكثر توغلا فِي بحار الْمَخْلُوقَات كَانَ أَكثر علما بِجلَال الله تَعَالَى وعظمته. ا.هـ.

ويبدو أَن النَّبِي - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - لم يطبق هَذَا الْأَمر من النّظر إِلَى السَّمَاء كَيفَ بناها الله كَمَا أَنه لم يعلم أعظم الْأَسْرَار الَّتِي لَا تدخل جنَّة وَلَا تنجي من نَار! وَكَذَا صَحبه الأخيار ثمَّ عُلَمَاء الْأمة الْأَبْرَار حَتَّى جَاءَ هَذَا الَّذِي لَعَلَّه لَا يحسن وضوءه ليفسرها.

والنتيجة الَّتِي وصل إِلَيْهَا غير صَحِيحَة فكم من عَالم متوغل فِي بحار الْمَخْلُوقَات وَهُوَ من أعظم النَّاس جهلا بربه.

وَقَالَ: وَأما وَجه شبه السَّمَاء بِالْبِنَاءِ فَهُوَ أَن الكرة الهوائية جعلهَا الله حاجزة بَين الكرة الأرضية وَبَين الكرة الأثيرية فَهِيَ كالبناء فِيمَا يُرَاد لَهُ الْبناء وَهُوَ الْوِقَايَة من الأضرار النَّازِلَة، فَإِن الكرة الهوائية بَين الكرة ......الخ فَأطَال بِمَا لايسمن ولايغني من جوع. ثمَّ وَقع رَحمَه الله فِي طامة من الطَّامَّات الَّتِي يَقع فِيهَا غَالِبا المفتونون بِتِلْكَ الْعُلُوم المقحمون لَهَا فِي دبن الله عز وَجل بِغَيْر ترو وَلَا بَصِيرَة فَقَالَ:

وَالسَّمَاوَات جمع سَمَاء وَالسَّمَاء إِذا أطلقت فَالْمُرَاد بهَا الجو الْمُرْتَفع وَإِذا جمعت فَالْمُرَاد بهَا أجرام عَظِيمَة ذَات نظام عَظِيمَة وَهِي السيارات الْعَظِيمَة الْمَعْرُوفَة وَالَّتِي عرفت من بعد وَالَّتِي ستعرف عُطَارِد، والزهرة، والمريخ، وَالشَّمْس، وَالْمُشْتَرِي، وزحل، وأروانوس، ونبتون. ولعلها هِيَ السَّمَاوَات السَّبع وَالْعرش الْعَظِيم وَهَذَا السِّرّ فِي جمع السَّمَاوَات هُنَا وإفراد الأَرْض لِأَن الأَرْض عَالم