للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال ان هذا الرجل قد سألنا صدقة وانه قد أعيانا وانى قد أتيتك استسلفك قال وأيضا والله لتملنه قال انا قد اتبعناه فلا نحب ان ندعه حتى ننظر الى أى شئ يصير شأنه وقد أردنا ان تسلفنا وسقا او وسقين فقال نعم ارهنونى نساءكم قال كيف ترهنك نساءنا وانت اجمل العرب قال فارهنوني ابناءكم قال كيف نرهنك ابناءنا فيسب احدهم فيقال رهن بوسق او وسقين هذا عار علينا ولكن نرهنك اللامة يعني السلاح فواعده ان يأتيه فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة وهو أخو كعب من الرضاعة وأبو عبس بن جبر والحرث بن أوس وعباد بن بشر فلما دعوه قالت امرأته أين تخرج هذه الساعة وقالت اسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم فقال انما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعى ابو نائلة ان الكريم اذا دعى الى طعنة بليل لاجاب فنزل اليهم متوشحا وهو ينفح منه ريح الطيب فقال محمد ما رأيت كاليوم ريحا أطيب قال كعب عندى اعطر نساء العرب فقال أتأذن لي ان اشم راسك قال نعم فشمه ثم اشم اصحابه ثم قال أتأذن لي قال نعم فلما استمكن منه قال دونكم فقتلوه واتوا النبي صلى الله عليه وسلم واخبروه خرجه البخاري بهذا الى بقيع الغرقد ثم وجههم وقال انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في ليلة مقمرة (فقال ان هذا الرجل الي آخره) في تفسير البغوي انهم قدموا أبا نائلة وان الخطاب كان بينه وبينه فيحتمل ان الخطاب وقع له ولمحمد بن مسلمة أيضا (أعيانا) أي أتعبنا. قال النووى هذا من التعريض الجائز بل المستحب لان معناه في الباطن أدبنا بادب الشرع التى فيها تعب لكنها تعب في مرضاة الله تعالى وهو محبوب لنا وفهم منه المخاطب العناء الذى ليس بمحبوب (والله لتملنه) بفتح الفوقية والميم أي لتضجرن منه أكثر من هذا الضجر (وسقا أو وسقين) بفتح الواو واسكان المهملة والوسق ستون صاعا (كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب) زاد ابن سعد ولا نأمنك وأي امرأة تمتنع منك لجمالك (ولكن نرهنك اللأمة) بالهمز وأرادوا بذلك أن لا ينكر اذا جاؤا متسلحين (يعني السلاح) كذا عن الازهري ان اللأمة السلاح كله وقيل هي الدرع فقط. وقد استدل البخاري بذلك على جواز رهن السلاح من الحربي فقال باب رهن السلاح من الحربيين وساق القصة واعترض عليه ابن بطال بانه ليس في قولهم نرهنك اللامة ما يدل على جواز رهن الحربيين السلاح وانما ذلك من معاريض الكلام المباحة في الحرب وغيره (أبو نائلة) بالنون والتحتية اسمه سلكان بن سلامة. قال ابن عبد البر وسلكان لقب واسمه سعد (أخو كعب من الرضاعة) أي وأخو محمد بن مسلمة أيضا (وأبو عبس بن جبر) بالجيم والموحدة اسمه عبد الرحمن وقيل عبد الله ويقال ابن جابر. قال ابن عبد البر انصارى أوسى (قالت امرأته) اسمها عقيلة (اسمع صوتا يقطر منه الدم) زاد البغوي وغيره وانك رجل محارب وان صاحب الحرب لا يبرز في مثل هذه الساعة فكلمهم من فوق الحصن (فقال انما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعى أبو نائلة) وان هؤلاء لو وجدوني نائما ما أيقظونى (ينفح) بالفاء والمهملة (ان أشم) بفتح المعجمة (قال دونكم فقتلوه) لفظ البغوى ثم قال اضربوا

<<  <  ج: ص:  >  >>