للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومكارم الأخلاق بحسب المقاصد وكذلك كان مزاحه صلى الله عليه وسلم. وروينا في كتاب الترمذي عن أبى هريرة قال قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم انك تداعبنا قال انى لا أقول الا حقا فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لأخى أنس وكان له نغير يلعب به فمات فحزن عليه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له يا أبا عمير ما فعل النغير وكان يقول لأنس يا ذا الأذنين. وأتاه رجل يستحمله فقال انى حاملك على ولد الناقة فقال يا رسول الله وما أصنع يولد الناقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل تلد الإبل الا النوق وجاءته امرأة فقالت يا رسول الله ان زوجى مريض وهو يدعوك فقال لعل زوجك الذي في عينيه بياض فأخبرت زوجها فقال ويحك وهل أحد الا وفي عينيه بياض. وجاءته امرأة أخرى فقالت يا رسول الله ادع الله أن يدخلنى الجنة فقال يا أم فلان لا يدخل الجنة عجوز فولت المرأة وهي تبكي فقال صلى الله عليه وسلم اخبروها انها لا تدخل الجنة وهى عجوز ان الله تعالى يقول إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً عُرُباً أَتْراباً قالت عائشة سابقته صلى الله عليه وسلم أولا فسبقته فلما كثر لحمى سابقته فسبقنى فضرب كتفي وقال هذه بتلك. وكان رجل من أهل البادية اسمه زاهر بن حزام وكان قصيرا جدا وكان يهدى للنبى صلى الله عليه وسلم من طرف البادية فيجهزه بمثلها من الحاضرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان زاهرا باديتنا ونحن حاضروه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه ويداعبه فجاء يوما وهو يبتع متاعا له في السوق فاحتضنه من خلفه ووضع يده على عينيه فلما عرف انه النبى صلى الله عليه وسلم على جواب النهى (وروينا في كتاب الترمذي عن أبي هريرة) وفي معجم الطبرانى الكبير عن ابن عمر وفي ادب البخاري عن انس (تداعبنا) تمازحنا وزنا ومعنى (لاخي انس) من امه وهو ابن ابي طلحة الذى مات وهو غائب (نغير) بضم النون وفتح المعجمة نوع من أنواع العصافير (يا أبا عمير) قال النووى فيه جواز تكنية من لم يولد له وجواز تكنية الصغير وعمير مصغر (النغير) بضم النون وفتح المعجمة وسكون التحتية (وما اصنع بولد الناقة) معناه انه ظن ان سيحمله على الجواز الصغير الذى لا يطيق الحمل (الابل) بالنصب مفعول (الا النوق) بالضم فاعل (فاخبرت زوجها) ظنا منها انه أراد بياضا في سواد عينه (لا يدخل الجنة عجوز) متصفة بالعجز حال دخولها (وهي تبكي) تظن من اتصفت به في الدنيا (عربا) متحببات الى ازواجهن (اترابا) متساويين في السن (قالت عائشة) اخرجه عنها احمد وابو داود (زاهر) بالزاى أوله والراء آخره قال ابن عبد البر اشجعي شهد بدرا (ابن حزام) بكسر الحاء وبالزاي وقيل بفتحها وبالراء (من طرف) بضم المهملة وفتح الراء جمع طرفة وهي الهدية التي لم يعط مثلها يقال

<<  <  ج: ص:  >  >>