للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تخضع للممارسة من كل قارئ للقرآن في أي زمان وفي أي مكان، كما أنها علامة إلهية في كل سورة. ولقد نطق أحد كبار المستشرقين بهذه الحقيقة، وهو المستشرق" ليون" فقال: حسب القرآن جلالة ومجدا أن الأربعة عشر قرنا التي مرت عليه لم تستطع أن تخفف ولو بعض الشيء من أسلوبه الذي لا يزال غضّا كأن عهده بالوجود أمس.

[[٢] كونه روحا من أمر الله:]

يكون الكلام انعكاسا لشخصية المتكلم وعلمه وخبرته وصفاته، وقارئ القرآن يقع في نفسه شعور بأن المتكلم إليه هو الله سبحانه. قال تعالى: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا [الشورى: ٥٢] ، فهناك سر خاص وسلطان خاص يحمله القرآن إلى قارئه يدله على أنه كلام الله.

[[٣] أنه كلام فريد:]

كلام البشر درجات وطبقات متقاربة ويمكن دمج كلام بعضهم ببعض، لكن القرآن يمثل درجة متميزة، وطبقة من الكلام خاصة، تتميز عن سائر كلام البشر، فإذا تكلم الخطيب أو كتب الكاتب، واستشهد بايات من كتاب الله تحس بالفارق الجلي بين مستوى كلام الله وكلام البشر، يشعر به السامع والقارئ، بينما كل كلام للبشر يمكن دمجه بغيره دون الإحساس بفارق «١» .

[[٤] قوة تأثيره والروعة والهيبة التي تلحق قارئه وسامعه:]

فإذا قرأ القارئ ما شاء من كلام البشر في موضوع ما، ثم قرأ من كتاب الله آيات في نفس الموضوع، فسيشعر بالفرق الكبير في التأثير بين كلام الله وكلام


(١) قال ابن تيمية: نفس نظم القرآن وأسلوبه عجيب بديع، ليس من جنس أساليب الكلام المعروفة، ولم يأت أحد بنظير هذا الأسلوب، فإنه ليس من جنس الشعر ولا الرجز ولا الخطابة ولا الرسائل، ولا نظمه نظم شيء من كلام الناس عربهم وعجمهم أ. هـ الجواب الصحيح ٥/ ٤٣٣.

<<  <   >  >>