للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال: وكم احتاجت وتحتاج الأديان السابقة إلى علماء ومبشرين وشواهد وحجج وبراهين لحض الخلق على اعتناقها. إذ ليس لديها ما هو منظور محسوس يثبت أصولها في القلوب.. أما الإسلام فقد غني عن كل ذلك بالقرآن فهو أعلم معلّم وأهدى مبشر، وهو أصدق شاهدا وأبلغ حجة وأدمغ برهانا.. هو المعجزة الخالدة خلود الواحد الأزلي المنظورة المحسوسة في كل زمان.

ثم نظم قصيدة يبين فيها إعجاز القرآن وعظمته «١» .

[[٥] خلوه من التناقض والاضطراب:]

للناس آراء ومقررات في حالات الضعف أو الخوف أو الضيق أو الفقر أو القلة أو نقص المعلومات، وترى تلك الآراء والمقررات تتغير إذا تبدل حال الإنسان إلى العكس مما سبق، وترى هذا في كل عمل بشري، لكن لا تجد أثرا لشيء من هذا الاختلاف في كتاب الله. لأنه من كلام الذي لا تغيره الأحوال سبحانه، ولا يشوب علمه النقص، قال تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (٨٢) [النساء: ٨٢] .

مع أن القرآن كتاب ضمّ طوال السور وقصارها، ونزل في فترات متقطعة، وفي ظروف مختلفة وشمل علوما متعددة، وتحدث عن آفاق واسعة، تجده يصدق بعضه بعضا ويكمل آخره أوله «٢» .


(١) علوم القرآن الكريم د. نور الدين عتر ص ٢٠١- ٢٠٢ وذكر من ضمن أبيات قصيدته:
يقولون: ما آياته؟ ضلّ سعيهم ... وآياته- ليست تعدّ- عظام
كفى معجز الفرقان للناس آية ... علا وسما كالنجم ليس يرام
فكلّ بليغ عنده ظل صامتا ... كأنّ على الأفواه صرّ كمام
وشاء إله العرش بالناس رحمة ... وأن يتلاشى حقدهم وخصام
ففرّق ما بين الضلالة والهدى ... بفرقان نور لم يشبه قتام.
(٢) انظر كتاب/ دفع ايهام الاضطراب عن آيات الكتاب للشيخ محمد الأمين الشنقيطي للرد على من توهم وجود تعارض في الآيات القرآنية.

<<  <   >  >>