للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو؟ فحزرته كربضة العنز «١» ونحن أربع عشرة مائة قال: فأكلنا حتّى شبعنا جميعا ثمّ حشونا جربنا «٢» .

[[٣] قصة تكثير تمر جابر رضي الله عنه:]

قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: إن أباه توفي وترك عليه ثلاثين وسقا «٣» لرجل من اليهود فاستنظره جابر فأبي أن ينظره فكلم جابر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليشفع له إليه فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكلم اليهودي ليأخذ ثمر نخله بالذي له فأبي اليهودي- وكان ثمر جابر لا يكفي لقضاء الدين فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل فمشى فيها، ثم قال لجابر جدّ له «٤» فأوف له، الذي له فجدّه بعد ما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأوفاه ثلاثين وسقا، وفضلت له سبعة عشر وسقا، فجاء جابر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليخبره بالذي كان، فوجده يصلي العصر، فلما انصرف بشره، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أشهد أني رسول الله، وقال: أخبر بذلك ابن الخطاب، فذهب جابر إلى عمر فأخبره، فقال له عمر: لقد علمت حين مشى فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليباركنّ فيها «٥» .

قال الحافظ ابن كثير: وهذا الحديث قد روي من طرق متعددة عن جابر


(١) أي كمبركها أو كقدرها وهي رابضة.
(٢) أخرجه مسلم ك/ اللقطة ب/ استحباب خلط الأزواد إذا قلت والمواساة فيها.
(٣) وسقا: الوسق مقدار معلوم من الكيل يساوي ستين صاعا، والصاع يساوي أربعة أمداد، والمد ملء اليدين من الرجل المعتدل الكف.
(٤) اقطع له، والجدّ هنا بمعنى القطع.
(٥) أخرجه البخاري ك/ الاستقراض وأداء الديون ب/ إذا قاص أو جازفه في الدين تمرا بتمر، وابن ماجه ك/ الصدقات ب/ أداء الدين عن الميت، وأبو عوانه في مسنده ٣/ ٤٠٦ والطبراني في المعجم الأوسط ٩/ ٦٨ والفريابي في دلائل النبوة ص ٨٣ والأصبهاني في دلائل النبوة ١/ ٣٥، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أشهد أني رسول الله. أخرجه البخاري ك/ الأطعمة ب/ الرطب والتمر. وانظر فتح الباري لمعرفة بعض ألفاظ الروايات المتعددة ٦/ ٥٩٤.

<<  <   >  >>