للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الموت]

قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ* [الأنبياء: ٣٥] .

وقال تعالى: إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ [يونس:

٤٩] فالموت لا يرده عنك مال ولا بنون، ولا يرده علم ولا جاه، يقهر الملوك في قصورهم، ويأخذ الأطباء من مستشفياتهم، وينتزع الأغنياء والتجار من بين كنوزهم، ويأخذ أرواح الشباب والأطفال إذا جاءت آجالهم، ولكن المؤمن يستسلم لهذا القدر، ويعد نفسه لما بعده حتى يحيا الحياة الأبدية منعما في جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.

إن الله سبحانه وتعالى قد حدد للإنسان أجله، ورزقه، وعمله، وشقي أو سعيد، وقد كان هذا التحديد يوم أن نفخ فيه الروح وهو في بطن أمه، كما جاء في الحديث الشريف « ... ثمّ يبعث إليه الملك، فيؤذن بأربع كلمات، فيكتب رزقه وأجله وعمله وشقيّ أم سعيد، ثمّ ينفخ فيه الرّوح» «١» .

فالحياة الدنيا اختبار وابتلاء، وينتهي هذا الاختبار بخروج الروح من الجسد حيث ينتقل الإنسان من مرحلة الحياة الدنيا إلى الحياة البرزخية.

[تعريف الموت:]

الموت هو: مفارقة الروح للبدن، وانتقال من الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة.


(١) أخرجه البخاري ك/ بدء الخلق ب/ ذكر الملائكة واللفظ له، ومسلم/ ك/ القدر ب/ كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه وكتابه رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته، والترمذي ك/ القدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ب/ ما جاء أن الأعمال بالخواتيم، وأبو داود ك/ السنة ب/ في القدر، والبيهقي في السنن الكبرى ٧/ ٤٢١، وأحمد في مسنده ١/ ٣٨٢.

<<  <   >  >>