للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لحيّ وهو الّذي سيّب السّوائب «١» ) «٢» .

فتأمل يا عبد الله سعة الجنة وعظمها، فقد بين الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك، فقال تعالى: وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٣) [آل عمران: ١٣٣] .

الشوكاني: ذهب الجمهور إلى أنها تقرن السموات والأرض بعضها إلى بعض كما تبسط الثياب ويوصل بعضها ببعض فذلك عرض الجنة «٣» .

وقال صلى الله عليه وآله وسلم في آخر من يخرج من النار ويدخل الجنة ( ... إنّ لك مثل الدّنيا عشر مرار) «٤» .

فإذا كان أقلهم منزلة في الجنة من له مثل الدنيا وعشرة أمثالها، فكيف يكون ملك أعلاهم منزلة؟! فتصور سعة الجنة وعظمها!!.

[[٢] الجنة دار النعيم:]

الجنة هي دار النعيم التي أعدها الله لعباده المؤمنين، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (١٠٧) خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا (١٠٨) [الكهف: ١٠٧- ١٠٨] .

وقال تعالى: جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا

[مريم: ٦١] .

وقال تعالى في الحديث القدسي: (أعددت لعبادي الصّالحين ما لا عين


(١) السائبة: ما أطلق من الدواب للآلهة والأصنام فلا يحمل عليها.
(٢) أخرجه البخاري ك/ العمل في الصلاة ب/ إذا انفلتت الدابة في الصلاة.
(٣) فتح القدير ١/ ٤٩٥ ط. مؤسسة الريان.
(٤) أخرجه البخاري ك/ التوحيد ب/ كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم.

<<  <   >  >>