للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(وفخذه مثل ورقان «١» ، ومقعده من النار مثل ما بيني وبين الربذة «٢» ) «٣» .

[شدة ما يكابده أهل النار من عذاب:]

النار عذابها شديد وفيها من الأهوال وألوان العذاب ما ينسي نعيم الدنيا ففي صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى بأنعم أهل الدّنيا من أهل النّار يوم القيامة فيصبغ في النّار صبغة ثمّ يقال يا ابن آدم هل رأيت خيرا قطّ هل مرّ بك نعيم قطّ فيقول لا والله يا ربّ ... ) «٤» .

إنها لحظات قليلة تنسي أكثر الكفار نعيم كل أوقات السعادة والهناء. وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى لأهون أهل النّار عذابا يوم القيامة لو أنّ لك ما في الأرض من شيء أكنت تفتدي به؟ فيقول: نعم، فيقول: أردت منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك بي) «٥» .

إن شدة النار وهولها تفقد الإنسان صوابه وتجعله يجود بكل أحبابه لينجو من النار وأنى له النجاة: يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (١١) [المعارج: ١١] ، وهذا العذاب الهائل المتواصل يجعل حياة هؤلاء المجرمين في تنغيص دائم وألم مستمر.


(١) ورقان: بفتح الواو وكسر الراء، جبل أسود بين المرج والرويثة على يمين الذاهب من المدينة إلى مكة، انظر الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد/ للبناء ٢٤/ ١٧١ طبعة/ إحياء التراث العربي.
(٢) الربذة: بفتح الراء، هي قرية معروفة قرب المدينة، المسافة بينها وبين المدينة مسيرة ثلاث ليال، انظر تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ٧/ ٢٩٨ برقم ٢٧٠٣ ط/ دار الفكر.
(٣) أخرجه أحمد في مسند أبي هريرة، وقال محققو المسند إسناده حسن ١٤/ ٨٧ برقم ٨٣٤٥.
(٤) رواه مسلم ك/ صفة القيامة والجنة والنار ب/ صبغ أنعم أهل الدنيا في النار.
(٥) رواه البخاري في كتاب الرقائق باب صفة الجنة والنار.

<<  <   >  >>