للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجعنى فَيْرُوزُ لا دَرَّ دَرُّهُ ... بِأَبْيَضَ تَالٍ لِلْكِتَابِ مُنِيبِ

رَءُوفٌ عَلَى الأَدْنَى غَلِيظٌ عَلَى الْعِدَا ... أَخِي ثِقَةٍ فِي النَّائِبَاتِ مُجِيبِ

مَتَى مَا يَقُلْ لا يَكْذِبُ الْقَوْلَ فِعْلُهُ ... سَرِيعٌ إِلَى الْخَيْرَاتِ غَيْرُ قَطُوبِ

وَقَالَتْ أَيْضًا:

عَيْنُ جُودِي بِعَبْرَةٍ وَنَحِيبِ ... لا تَمَلِّي عَلَى الإِمَامِ النَّجِيبِ

فجعتني المنون بالفارس المعلم ... يوم الهياج والتلبيب

عصمه الناس والمعين على الدهر ... وغيث المنتاب وَالْمَحْرُوبِ

قُلْ لأَهْلِ السَّرَّاءِ وَالْبُؤْسِ مُوتُوا ... قَدْ سَقَتْهُ الْمَنْونُ كَأْسَ شَعُوبِ

وَقَالَتِ امْرَأَةٌ تَبْكِيهِ:

سَيَبْكِيكَ نِسَاءُ الْحَيِّ ... يَبْكِينَ شَجِيَّاتِ

وَيُخَمِّشْنَ وُجُوهًا ... كَالدَّنَانِيرِ نَقِيَّاتِ

وَيَلْبَسْنَ ثِيَابَ الْحُزْنِ ... بَعْدَ الْقَصَبِيَّاتِ

شَيْءٌ مِنْ سِيَرِهِ مِمَّا لَمْ يَمْضِ ذِكْرُهُ

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُعْدُبَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: حَجَّ عُمَرُ، فَلَمَّا كَانَ بِضَجْنَانَ قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْعَلِيُّ، الْمُعْطِي مَا شَاءَ مَنْ شَاءَ! كُنْتُ أَرْعَى إِبِلَ الْخَطَّابِ بِهَذَا الْوَادِي فِي مَدْرَعَةِ صُوفٍ، وَكَانَ فَظًّا يُتْعِبُنِي إِذَا عَمِلْتُ، وَيَضْرِبُنِي إِذَا قَصَّرْتُ، وَقَدْ أَمْسَيْتُ وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّهِ أَحَدٌ، ثُمَّ تَمَثَّلَ:

لا شَيْءَ فِيمَا تَرَى تَبْقَى بَشَاشَتُهُ ... يَبْقَى الإِلَهُ وَيُودَى الْمَالُ وَالْوَلَدُ

لَمْ تُغْنِ عَنْ هُرْمُزٍ يَوْمًا خَزَائِنُهُ ... وَالْخُلْدُ قَدْ حَاوَلَتْ عَادٌ فَمَا خَلَدُوا

<<  <  ج: ص:  >  >>