للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عربي اغير عن حرة ولا أكف عن قبيح وعن شراب منه، ولكن إنما وضعه عند الناس شعره، وهو من أشعر الفتيان فلم يزل على ذلك من الأمر حتى ظهر المختار، وبلغه ما يصنع بالسواد، فأمر بامرأته أم سلمة الجعفية فحبست، وقال: والله لأقتلنه أو لأقتلن أصحابه، فلما بلغ ذلك عبيد الله بن الحر أقبل في فتيانه حتى دخل الكوفة ليلا، فكسر باب السجن، وأخرج امرأته وكل امرأة ورجل كان فيه، فبعث إليه المختار من يقاتله، فقاتلهم حتى خرج من المصرم، فقال حين أخرج امرأته من السجن:

ألم تعلمي يا أم توبة أنني ... أنا الفارس الحامي حقائق مذحج

وأني صبحت السجن في سوره الضحى ... بكل فتى حامي الذمار مدجج

فما إن برحن السجن حتى بدا لنا ... جبين كقرن الشمس غير مشنج

وخد أسيل عن فتاه حييه ... إلينا سقاها كل دان مثجج

فما العيش إلا أن أزورك آمنا ... كعادتنا من قبل حربي ومخرجي

وما أنت إلا همة النفس والهوى ... عليك السلام من خليط مسحج

وما زلت محبوسا لحبسك واجما ... وإني بما تلقين من بعده شج

فبالله هل أبصرت مثليَ فارسا ... وقد ولجوا في السجن من كل مولج!

ومثلي يحامي دون مثلك إنني ... أشد إذا ما غمرة لم تفرج

أضاربهم بالسيف عنك لترجعي ... إلى الأمن والعيش الرفيع المخرفج

إذا ما أحاطوا بي كررت عليهم ... ككر أبي شبلين في الخيس محرج

دعوت إلي الشاكري ابن كامل ... فولى حثيثا ركضه لم يعرج

وإن هتفوا باسمي عطفت عليهمُ ... خيول كرام الضرب أكثرها الوجي

فلا غرو إلا قول سلمى ظعينى: ... اما أنت يا بن الحر بالمتحرج!

<<  <  ج: ص:  >  >>