للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم دخلت

سنة أربع وثمانين

(ذكر مَا كَانَ فِيهَا من الأحداث) ففيها كانت غزوة عبد الله بن عبد الملك بن مروان الروم، ففتح فيها المصيصة، كذلك ذكر الواقدي.

[خبر قتل الحجاج أيوب بن القرية]

وفيها قتل الحجاج أيوب بن القرية، وكان ممن كان مع ابن الأشعث، وكان سبب قتله إياه- فيما ذكر- أنه كان يدخل حوشب بن يزيد بعد انصرافه من دير الجماجم- وحوشب على الكوفة عامل للحجاج- فيقول حوشب:

انظروا إلى هذا الواقف معي، وغدا أو بعد غد يأتي كتاب من الأمير لا استطيع الا نفاذه، فبينا هو ذات يوم واقف إذ أتاه كتاب من الحجاج:

أما بعد، فإنك قد صرت كهفا لمنافقي أهل العراق ومأوى، فإذا نظرت في كتابي هذا فابعث إلي بابن القرية مشدودة يده إلى عنقه، مع ثقة من قبلك.

فلما قرأ حوشب الكتاب رمى به إليه، فقرأه فقال: سمعا وطاعة، فبعث به إلى الحجاج موثقا، فلما دخل الحجاج قال له: يا بن القرية، ما أعددت لهذا الموقف؟ قال: أصلح الله الأمير! ثلاثة حروف كأنهن ركب وقوف، دنيا، وآخرة، ومعروف قال: اخرج مما قلت، قال: أفعل، أما الدنيا فمال حاضر، يأكل منه البر والفاجر، وأما الآخرة فميزان عادل، ومشهد ليس فيه باطل، وأما المعروف فإن كان علي اعترفت، وإن كان لي اغترفت قال: أما لا فاعترف بالسيف إذا وقع بك قال:

أصلح الله الأمير! أقلني عثرتي، واسغنى ريقي، فإنه ليس جواد إلا له

<<  <  ج: ص:  >  >>