للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أزب كأن الورس فوق ذراعه ... كريه المحيا قد أسن وجربا

ألم يك في الحصن المبارك عصمة ... لجندك إذ هاب الجبان وأرهبا!

بنى لك عبد الله حصنا ورثته ... قديما إذا عد القديم وأنجبا.

وفي هذه السنة عزل هشام بْن عبد الملك خالد بْن عبد الله عن خراسان وصرف أخاه أسدا عنها

. ذكر الخبر عن عزل هشام خالدا وأخاه عن خراسان

وكان سبب ذلك أن أسدا أخا خالد تعصب حتى أفسد الناس، فقال أبو البريد- فيما ذكر علي بْن محمد لبعض الأزد: ادخلنى على ابن عمك عبد الرحمن ابن صبح، وأوصه بي، وأخبره عني، فأدخله عليه- وهو عامل لأسد على بلخ- فقال: أصلح الله الأمير! هذا أبو البريد البكري أخونا وناصرنا، وهو شاعر أهل المشرق، وهو الذي يقول:

إن تنقض الأزد حلفا كان أكده ... في سالف الدهر عباد ومسعود

ومالك وسويد أكداه معا ... لما تجرد فيها أي تجريد

حتى تنادوا أتاك الله ضاحية ... وفي الجلود من الإيقاع تقصيد

قَالَ: فجذب أبو البريد يده، وقال: لعنك الله من شفيع كذب! أصلحك الله! ولكني الذي أقول:

الأزد إخوتنا وهم حلفاؤنا ... ما بيننا نكث ولا تبديل

قال: صدقت، وضحك وأبو البريد من بني علباء بن شيبان بن ذهل ابن ثعلبة.

قَالَ: وتعصب على نصر بْن سيار ونفر معه من مضر، فضربهم بالسياط، وخطب في يوم جمعه فقال في خطبته: قبح الله هذه الوجوه! وجوه أهل الشقاق والنفاق، والشغب والفساد اللهم فرق بيني وبينهم، وأخرجني إلى مهاجري ووطني، وقل من يروم ما قبلي أو يترمرم، وأمير المؤمنين خالي، وخالد بْن عبد الله أخي، ومعي اثنا عشر ألف سيف يمان

<<  <  ج: ص:  >  >>