للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا أبلغ جماعة أهل مرو ... على ما كان من نأى وبعد

رسالة ناصح يهدي سلاما ... ويأمر في الذي ركبوا بجد

وأبلغ حارثا عنا اعتذارا ... إليه بأن من قبلي بجهد

ولولا ذاك قد زارتك خيل ... من المصرين بالفرسان تردي

فلا تهنوا ولا ترضوا بخسف ... ولا يغرركم أسد بعهد

وكونوا كالبغايا إن خدعتم ... وإن اقررتم ضيما لوغد

وإلا فارفعوا الرايات سودا ... على أهل الضلالة والتعدي

فكيف وأنتم سبعون ألفا ... رماكم خالد بشبيه قرد

ومن ولى بذمته رزينا ... وشيعته ولم يوف بعهد

ومن غشى قضاعة ثوب خزي ... بقتل أبي سلامان بْن سعد

فمهلا يا قضاع فلا تكوني ... توابع لا أصول لها بنجد

وكنت إذا دعوت بني نزار ... أتاك الدهم من سبط وجعد

فجدع من قضاعة كل أنف ... ولا فازت على يوم بمجد

قَالَ: ورزين الذي ذكر كان خرج على خالد بْن عبد الله بالكوفة، فأعطاه الأمان ثم لم يف به.

وقال فيه نصر بْن سيار حين أقبل الحارث إلى مرو وسود راياته- وكان الحارث يرى رأى المرجئة:

دع عنك دنيا وأهلا أنت تاركهم ... ما خير دنيا وأهل لا يدومونا!

إلا بقية أيام إلى أجل ... فاطلب من الله أهلا لا يموتونا

اكثر تقى الله في الإسرار مجتهدا ... إن التقى خيره ما كان مكنونا

واعلم بأنك بالأعمال مرتهن ... فكن لذاك كثير الهم محزونا

إني أرى الغبن المردي بصاحبه ... من كان في هذه الأيام مغبونا

<<  <  ج: ص:  >  >>