للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بايع هارون إمام الهدى ... لذي الحجى والخلق الفاضل

المخلف المتلف أمواله ... والضامن الأثقال للحامل

والعالم النافذ في علمه ... والحاكم الفاضل والعادل

والراتق الفاتق حلف الهدى ... والقائل الصادق والفاعل

لخير عباس إذا حصلوا ... والمفضل المجدي على العائل

أبرهم برا وأولاهم ... بالعرف عند الحدث النازل

لمشبه المنصور في ملكه ... إذا تدجت ظلمة الباطل

فتم بالمأمون نور الهدى ... وانكشف الجهل عن الجاهل

وذكر الحسن بْن قريش أن القاسم بن الرشيد، كان في حجر عبد الملك ابن صالح، فلما بايع الرشيد لمحمد والمأمون، كتب إليه عبد الملك بْن صالح:

يأيها الملك الذي ... لو كان نجما كان سعدا

اعقد القاسم بيعة ... واقدح له في الملك زندا

الله فرد واحد ... فاجعل ولاة العهد فردا

فكان ذلك أول ما حض الرشيد على البيعة للقاسم ثم بايع للقاسم ابنه، وسماه المؤتمن، وولاه الجزيرة والثغور والعواصم، فقال في ذلك:

حب الخليفة حب لا يدين به ... من كان لله عاص يعمل الفتنا

الله قلد هارونا سياستنا ... لما اصطفاه فأحيا الدين والسننا

وقلد الارض هارون لرأفته ... بنا أمينا ومأموما ومؤتمنا

قال: ولما قسم الأرض بين أولاده الثلاثة، قَالَ بعض العامة: قد أحكم أمر الملك، وقال بعضهم: بل ألقى بأسهم بينهم، وعاقبة ما صنع في ذلك مخوفة على الرعية، وقالت الشعراء في ذلك، فقال بعضهم:

<<  <  ج: ص:  >  >>