للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر الخبر عنه وعن أمره:

وكان إبراهيم بْن موسى- فيما ذكر- وجماعة من أهل بيته بمكة حين خرج أبو السرايا وأمره وأمر الطالبيين بالعراق ما ذكر وبلغ إبراهيم بْن موسى خبرهم، فخرج من مكة مع من كان معه من أهل بيته يريد اليمن، ووالي اليمن يومئذ المقيم بها من قبل المأمون إسحاق بْن موسى بْن عيسى بْن موسى بْن محمد بن عَلِيّ بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عباس فلما سمع بإقبال إبراهيم بْن موسى العلوي وقربه من صنعاء، خرج منصرفا عن اليمن، في الطريق النجدية بجميع من في عسكره من الخيل والرجل، وخلى لإبراهيم بْن موسى بْن جعفر اليمن وكره قتاله، وبلغه ما كان من فعل عمه داود بْن عيسى بمكة والمدينة، ففعل مثل فعله، وأقبل يريد مكة، حتى نزل المشاش، فعسكر هناك، وأراد دخول مكة، فمنعه من كان بها من العلويين، وكانت أم إسحاق بْن موسى بْن عيسى متوارية بمكة من العلويين، وكانوا يطلبونها فتوارت منهم، ولم يزل إسحاق بْن موسى معسكرا بالمشاش، وجعل من كان بمكة مستخفيا يتسللون من رءوس الجبال، فأتوا بها ابنها في عسكره وكان يقال لإبراهيم بْن موسى:

الجزار، لكثرة من قتل باليمن من الناس وسبى وأخذ من الأموال

. ذكر ما فعله الحسين بن الحسن الافطس بمكة

وفي هذه السنة في أول يوم من المحرم منها بعد ما تفرق الحاج من مكة جلس حسين بْن حسن الأفطس خلف المقام على نمرقة مثنية، فأمر بثياب الكعبة التي عليها فجردت منها حتى لم يبق عليها من كسوتها شيئا، وبقيت حجارة مجردة، ثم كساها ثوبين من قز رقيق، كان ابو السرايا وجه بهما معه مكتوب عليهما: أمر به الأصفر بْن الأصفر أبو السرايا داعية آل محمد، لكسوة بيت الله الحرام، وأن يطرح عنه كسوة الظلمه من ولد العباس، لتطهر من كسوتهم وكتب في سنة تسع وتسعين ومائة.

ثم أمر حسين بْن حسن بالكسوة التي كانت على الكعبة فقسمت بين أصحابه من العلويين وأتباعهم على قدر منازلهم عنده، وعمد إلى ما في خزانة

<<  <  ج: ص:  >  >>