للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي كانت معه الشذا الجنابيات والسفن، وقصد صاحب الزنج في عسكره، فصعد قصرا على دجلة، فأحرقه وما حوله، ودخل عسكر الخبيث من ذلك الوجه، ووافاه الزنج، وكمنوا له كمينا، فقتلوا من أصحابه مقتلة عظيمة.

وألجئ الباقون إلى الماء، فغرق منهم خلق كثير، وحمل من الرءوس يومئذ- فيما ذكر- زهاء خمسمائة رأس إلى عسكر يحيى بن محمد البحراني بنهر معقل، وأمر بنصبها هنالك.

٤ وفيها ظهر من بغداد بموضع يقال له بركة زلزل، على خناق، وقد قتل خلقا كثيرا من النساء ودفنهن في دار كان فيها ساكنا، فحمل إلى المعتمد، فبلغني أنه أمر بضربه، فضرب الفى سوط وأربعمائة أرزن فلم يمت حتى ضرب الجلادون أنثييه بخشب العقابين، فمات، فرد إلى بغداد فصلب بها ثم احرقت جثته ٤.

[خبر مقتل شاهين بن بسطام وهزيمه ابراهيم بن سيما]

وفيها قتل شاهين بن بسطام وهزم إبراهيم بن سيما.

ذكر الخبر عن سبب مقتل شاهين وانهزام إبراهيم: ذكر أن البحراني كان كتب إلى الخبيث يشير عليه بتوجيه جيش إلى الأهواز للمقام بها، ويرغبه في ذلك، وأن يبدأ بقطع قنطرة أربك، لئلا يصل الخيل إلى الجيش وإن الخبيث وجه علي بن ابان لقطع القنطرة، فلقيه ابراهيم ابن سيما منصرفا من فارس، وكان بها مع الحارث بن سيما في الصحراء المعروفة بدست اربك، وهي صحراء بين الأهواز والقنطرة فلما انتهى علي بن أبان إلى القنطرة، أقام مخفيا نفسه ومن معه، فلما أصحرت الخيل، خرجت عليه من جهات، فقتلت من الزنج خلقا كثيرا، وانهزم علي، وتبعته الخيل إلى الفندم، وأصابته طعنة في أخمصه، فأمسك عن التوجه إلى الأهواز، وانصرف على وجهه إلى جبى، وصرف سعيد بن يكسين وولي إبراهيم بن

<<  <  ج: ص:  >  >>