للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وباكره رسول مؤيد الدولة يستدعيه، فركب وعنده انه يخاطبه على مهم، ويعود سريعا، فلما دخل اليه قبض عليه وأخذ أمواله.

ومن شعر ابى الفتح:

يقول لي الواشون كيف تحبها ... فقلت لهم بين المقصر والغالي

ولولا حذاري منهم لصدقتهم ... وقلت هوى لم يهوه قط أمثالي

وكم من شفيق قال: ما لك واجما ... فقلت: ابى ما بي وتسألني مالي

وترامت به الحال الى قتله.

وحكى ان أباه رآه وهو يخطر خطره أنكرها من مشيه امثاله، فقال لمن حضره:

انى لأخذه بالأدب حتى لانغص عليه عيشه، فانه قصير العمر، وعمره على ما يدل عليه نجمه ثمان وعشرون سنه، هذا ما حكاه الثعالبي في اليتيمه.

وقال ابن الحجاج يرثيه من قصيده:

رويدك ان الحزن ضربه لازم ... الا فليقم ناعي البحور الخضارم

الا ان هذا المجد قد ساخ طوده ... فاصبح منهد الذرا والدعائم

الا ان بحر الجود قد غاض لجه ... فمن للقلوب الصاديات الحوائم

فيا صارما فل البلى غرب خده ... وكتابه تقرى متون الصوارم

مضى جسمك الفاني وخلفت بعده ... معالى تلك المأثرات الجسائم

اخلاى بالري الذين عهدتهم ... يوفوننى حق الصديق المساهم

الموا جميعا او فرادى بقبره ... وقولوا له عن اجدع الأنف راغم

كظيم وما زال الاسى متحاملا ... على كل موتور السرائر كاظم

أيا راحلا عن قومه غير آئب ... ويا غائبا عن اهله غير قادم

لمثلك فلتبك العيون باربع ... وما فائضا بعد الدموع السواجم

وما كنت الا صارما فل حده ... باخر مشحوذ الغرارين صارم

فلا هز هندي سقى دمك الثرى ... غداه الوغى الا باوهن قائم

ومما يسلى الحزن انك وارد ... على فرح في جنه الخلد دائم

<<  <  ج: ص:  >  >>