للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن السائب كتبت للنبىّ صلّى الله عليه وسلم خمسمائة أمّ فما وجدت فيهنّ سفاحا ولا شيئا مما كان من أمر الجاهلية كما مرّ منقولا عن الشفاء برواية ابن الكلبى فان بعض أهل الجاهلية كانوا اذا أرادوا النكاح يقولون عند الخطبة خطب ويقول أرباب المرأة نسكح وهو عندهم عبارة عن العقد ومن أمثالهم أسرع من نكاح أمّ خارجة* واعلم أن أقوال النسابين والمؤرّخين فى سلسلة نسب نبينا صلى الله عليه وسلم الى عدنان متفقة وفيما فوق عدنان خلاف كثير بحسب كمية الاعداد وكيفية الاسماء* قال ابن دحية أجمع العلماء والاجماع حجة على أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم انما انتسب الى عدنان ولم يتجاوزه انتهى والله أعلم ولله درّ القائل

ونسبة عز هاشم من أصولها ... ومحتدها المرضىّ أكرم محتد

سمت رتبة علياء أعظم بقدرها ... ولم تسم الا بالنبىّ محمد

ويرحم الله القائل ... وكم أب قد علا بابن ذرى شرف

كما علت برسول الله عدنان

وعن ابن عباس أنه صلّى الله عليه وسلم كان اذا انتسب لم يتجاوز معدّ بن عدنان ثم يمسك ويقول كذب النسابون رواه فى مسند الفردوس لكن قال السهيلى الاصح فى هذا الحديث أنه من قول ابن مسعود* وفى الاكتفاء عن ابن عباس كان النبىّ صلّى الله عليه وسلم اذا انتهى الى عدنان أمسك ثم يقول كذب النسابون قال الله تعالى وقرونا بين ذلك كثيرا* روى ابن مسعود أنه كان اذا قرأ ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله قال كذب النسابون يعنى انهم يدّعون علم الانساب ونفى الله علمها عن العباد* وعن ابن عباس أنه قال بين اسماعيل وبين عدنان ثلاثون أبا لا يعرفون* وذكر أبو الحسن المسعودى وآخرون بين عدنان وابراهيم نحوا من أربعين أبا وهذا أقرب فان المدّة بينهما طويلة جدّا لكن فى لفظها وضبطها اختلاف كثير كذا فى الجواهر المضيئة* وفى المنتقى وعدّ بعضهم بين معدّ واسماعيل أربعين أبا وفى رواية ثلاثين قرنا لا يعلمهم الا الله* وفى مورد اللطافة قيل بين عدنان وبين اسماعيل تسعة آباء وقيل سبعة* وفى الاكتفاء الصحيح المجمع عليه فى نسبه الى عدنان وما فوق ذلك مختلف فيه ولا خلاف فى أن عدنان من ولد اسماعيل نبىّ الله ابن ابراهيم خليل الله عليهما السلام وانما الاختلاف فى عدد من بين عدنان واسماعيل من الآباء فقلل ومكثر وكذلك من ابراهيم الى آدم عليهما السلام لا يعلم ذلك على حقيقته الا الله تعالى وكذلك الاختلاف فى أن عدنان من ولد ثابت بن اسماعيل أو من ولد قيدار بن اسماعيل وثابت يروى بالنون وبالثاء المثلثة روى أن مالك بن أنس كان يكره أن ينسب الانسان نفسه أبا أبا الى آدم وكذلك فى حق النبىّ صلّى الله عليه وسلم لانه لا يعلم أولئك الآباء الا الله تعالى كذا فى معالم التنزيل* وفى سيرة ابن هشام عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب* وفى سيرة مغلطاى وقيل يشجب ابن يعرب بن يشجب بن ثابت بن اسماعيل بن ابراهيم خليل الرحمن بن تارخ وهو آزر بن ناحور بن ساروح بن ارغو بن فالخ بن عيبر بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح بن لامك بن متوشلخ بن اخنوخ وهو ادريس النبى صلّى الله عليه وسلم فيما يزعمون والله أعلم وكان أوّل من أعطى النبوّة وخط بالقلم من بنى آدم ابن يرد بن مهلايل بن قينان بن يانش بن شيث بن آدم صلّى الله عليه وسلم* قال أبو محمد عبد الملك بن هشام حدّثنا زياد بن عبد الله البكائى عن محمد بن اسحاق المطلبى بهذا الذى ذكرت من نسب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن هشام وحدّثنى خلاد بن قرّة بن خلد السدوسى عن شيبان بن زهير بن شقيق ابن ثور عن قتادة بن دعامة أنه قال اسماعيل بن ابراهيم خليل الله ابن تارخ وهو آزر بن ناحور بن أسرع

<<  <  ج: ص:  >  >>