للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفقيه أحد الكبار وكان قد عين للخلافة يوم الحكمين فى زمن على رضى الله عنهم وفيها مات سلمة بن الاكوع الاسلمى آحد من بايع تحت الشجرة وكان بطلا شجاعا راميا محسنا يسبق الفرس العربية عدوا وأبو حجيفة السوائى وهب الخير من صغار الصحابة وفى هذا الوقت مات مقرى العراق أبو عبد الرحمن السلمى عبد الله بن حبيب بالكوفة قرأ على عثمان وعلى ابن مسعود وأقرأ الناس أربعين سنة وفى سنة خمس وسبعين مات الاسود بن يزيد النخعى صاحب ابن مسعود بالكوفة وكان رأسا فى العلم والعمل قيل كان يصلى فى اليوم والليلة ستمائة ركعة ومات بالشام العرباض بن سارية السلمى أحد أصحاب الصفة الاخيار البكائين وأبو ثعلبة الخشنى وكان ممن شهد فتح خيبر وحج فيها أمير المؤمنين عبد الملك

أوّل ضرب الدنانير فى الاسلام

وفيها ضربت الدراهم والدنانير وهى أول ما ضرب فى الاسلام وانما كانت قبل ذلك رومية وكسروية* وفى المختصر الجامع وهو أول من نقش الدراهم والدنانير بالعربية أمر بنقشها وكتب عليها قل هو الله أحد وكان عليها قبل ذلك كتابة بالرومية وعلى الدراهم بالفارسية* ومات بالبصرة بشر أخو الخليفة ونائب العراقين وكان جوادا ممدحا جميلا فبعث عبد الملك موضعه الحجاج الظالم فعسف وسفك الدماء* ومات بمصر قاضيها وواعظها وزاهدها سليم بن عنز البختى وكان قد حضر خطبة عمر بالجابية* ومات بالكوفة قاضيها شريح وكان من سادة القضاة حكم بها من دولة عمر رضى الله عنه* وافتتح عبد الملك مدينة هرقلة من أقصى بلاد الروم واستفحل أمر الخوارج وعليهم الامير شبيب بن يزيد بالعراق والاهواز وكان شبيب فردا فى الشجاعة قاتلوه عند جسر وحيل فلما غدا فوقه قطع الجسر فغرق شبيب وكان فى مائتى نفس يلتقى الالفين فيهزمهم ويبذعر فئتهم* وفى سنة ثمان وسبعين مات صاحب النبى صلى الله عليه وسلم جابر بن عبد الله الانصارى بالمدينة بعد أن ذهب بصره كذا فى الصفوة وكان عالما مفتيا كبير القدر شهد ليلة العقبة مع أبيه وشهد غزوة الاحزاب وعاش أربعا وتسعين سنة وروى علما كثيرا* مروياته فى كتب الاحاديث ألف وخمسمائة وأربعون حديثا ومات فيها بالكوفة زيد بن خالد الجهنى وله خمس وثمانون سنة من مشاهير الصحابة روى عنه علماء المدينة* وفى سنة ثمانين مات أسلم مولى عمر بن الخطاب وفيها مات عالم الشأم أبو ادريس الخولانى الفقيه وعبد الله بن جعفر بن أبى طالب الهاشمى الجواد ولد بالحبشة وله صحبة ورواية يقال لم يكن فى الاسلام أحد أسخى منه* وفى سنة احدى وثمانين مات محمد بن الحنفية وهو محمد ابن أمير المؤمنين على بن أبى طالب وكانت الشيعة تعظمه وتزعم أنه المهدى* وفى سنة اثنتين وثمانين مات زر بن حبيش بالكوفة وقد قرأ القرآن على على رضى الله عنهم وروى علما كثيرا وفيها كانت غزوة صقلية غزاها المسلمون وعليهم عطاء بن رافع وصقلية جزيرة كبيرة فى البحر فيها مدائن وهى قريبة من جزيرة الاندلس يركب اليها من ناحية تونس افتتحها المسلمون وبقيت دار اسلام مدّة طويلة وخرج منها علماء وأئمة ثم أخذتها الافرنج من نحو مائتى سنة* وفيها وفى المختصر الجامع فى سنة ثلاث وثمانين أنشأ الحجاج مدينة بالعراق وهى واسط وجعل فيها دار الامارة وفيها التقى ولد عبد الملك بن مروان عساكر الروم عند سورية فكسرهم واستعمل عبد الملك أخاه محمد بن مروان على امرة أذربيجان والجزيرة وأرمينية ولمحمد غزوات وفتوحات* وفى سنة خمس وثمانين مات متولى مصر والمغرب عبد العزيز بن مروان الاموى أخو الخليفة* قال ابن أبى مليكة سمعته عند الموت يقول يا ليتنى لم اكن شيئا وقد ولى الديار المصرية عشرين سنة وخلف أموالا لا تحصى ومات بالكوفة عمرو بن الحارث من بقايا أصحاب النبىّ صلى الله عليه وسلم وبدمشق واثلة بن الاسقع وهو صحابى من أهل الصفة وأبو زيد عمرو بن سلمة الحرمى الذى كان يؤم قوما صبيا فى أيام النبىّ عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>