للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة خمس ومائة وعمره أربع وثلاثون سنة* وعن سحيل بن محمد قال ما رأيت أحدا من الخلفاء اكره اليه الدماء ولا أشدّ عليه من هشام* وفى سنة ست ومائة غزا المسلمون فرغانة وعملوا مع الترك مصاف فقتل فيه ابن خاقان وانهزموا ولله الحمد وغزا الجرّاح الحكمى وتوغل فى بلاد الخور فصالحوه وأعطوه الجزية وحج بالناس الخليفة هشام*

[ذكر من مات من المشاهير فى خلافة هشام ابن عبد الملك]

وفيها مات عالم المدينة سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوى الزاهد الفقيه وكان أسود يلبس الصوف ويأكل الخشن ويخدم نفسه* وفى سنة سبع وماثة عزل الخليفة الجرّاح بن عبد الله الحكمى عن أذربيجان وأرمينية واستناب أخاه مسلمة فافتتح قيصرية بالسيف فتحا ثانيا وفيها مات سليمان بن يسار المدنى الفقيه أحد الفقهاء السبعة وهو أخو عطاء والعلامة عكرمة البربرى مولى ابن عباس وكان من بحور العلم فى زمانه والقاسم بن محمد بن أبى بكر الصدّيق المدنى أحد الاعلام* وفى سنة ثمان ومائة غزا أسد القسرى متولى خراسان فالتقى بالغور فكسرهم وفيها مات الامام يزيد بن عبد الله بن الشخير بالبصرة والامام محمد بن كعب القرظى المفسر الزاهد بالمدينة* وفى سنة عشر ومائة توفى عالم زمانه الحسن بن أبى الحسن البصرى وله تسعون سنة وكان قد سمع من عثمان والكبار ومات بعده بيوم شيخ البصرة محمد بن سيرين من كبار ائمة التابعين الورعين ومات شاعر العصر جرير والفرزدق فيها* وفى سنة احدى عشرة ومائة عزل مسلمة عن أذربيجان وأعيد الجرّاح الحكمى فافتتح المدينة البيضاء* وفى سنة ثلاث عشرة ومائة أعيد الى ولاية أذربيجان وأرمينية مسلمة بن عبد الملك وفيها توفى عالم الشأم مكحول مولى بنى هذيل ومات أحد ائمة البصرة معاوية بن قرّة المزنى* وفى سنة أربع عشرة ومائة عزل مسلمة عن أذربيجان ونواحيها ووليها مروان الحمار وفيها مات فقيه الحجاز وشيخ العصر أبو محمد عطاء بن أبى رباح المكى مولى قريش عن سنّ عالية وكان أسود قال أبو حنيفة ما رأيت أفضل منه وفيها مات الامام أبو جعفر محمد بن على بن الحسين العلوى الباقر الفقيه وله ثمان وخمسون سنة وعالم أهل اليمن وهب بن منبه الصنعانى وكان يشبه كعب الاحبار فى زمانه عاش ثمانين سنة وأخذ عن ابن عباس* وفى سنة خمس عشرة ومائة مات عالم الكوفة الحكم بن عيينة الفقيه أحد الائمة وقاضى مرو عبد الله بن بريدة الاسلمى وله مائة سنة* وفى سنة سبع عشرة ومائة مات شيخ أهل مكة عبد الله بن عبيد الله بن أبى مليكة التيمى وعالم البصرة أبو الخطاب قتادة بن دعامة السدوسى الضرير المفسر وكان يقول ما سمعت شيئا فنسيته وما فى القرآن آية الا وقد سمعت فيها شيئا من النكت* وقال ابن سيرين قتادة أحفظ الناس ومات قاضى الجزيرة وفقيهها ميمون بن مهران البرقى وكان من العباد ومات عالم المدينة ومحدّثها أبو عبد الله نافع مولى ابن عمر* وفى سنة ثمان عشرة ومائة مات جدّ الخلفاء العباسيين على بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بالبلقاء فى اعتقال الخليفة هشام وكان من أجمل قريش وأجلها وأهيبها وأعبدها* قال الاوزاعى كان يسجد لله تعالى كل يوم ألف سجدة وفيها مات الامام عمرو ابن شعيب من علماء التابعين ومقرى دمشق عبد الله بن عامر اليحصبى أحد السبعة وله سبع وتسعون سنة وقد ولى القضاء* وفى سنة عشرين ومائة مات فقيه الكوفة حماد بن أبى سليمان وهو شيخ أبى حنيفة ومات مقرى مكة عبد الله بن كثير الكنانى مولاهم الدارمى وله خمس وسبعون سنة ومات علقمة بن مرثد الكوفى المحدّث* وفى سنة احدى وعشرين ومائة مات البطل الكرّار مسلمة بن عبد الملك ابن مروان الامير الملقب بالجرادة الصفراء وله فتوحات كثيرة مشهورة منها مسيره فى مائة وعشرين ألفا فغزا القسطنطينية فى دولة أخيه سليمان* وفيها قتل زيد بن على بن الحسين بن على الهاشمى بالكوفة فى المصاف وكان قد خرج وبايعه خلق كثير فحاربه نائب العراق يوسف بن عمر وظفر به

<<  <  ج: ص:  >  >>