للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوعى للعلم ولا أحفظ له من وكيع* وقال يحيى بن اكتم صحبت وكيعا فكان يصوم الدهر ويختم كل ليلة وفى يوم السبت الخامس والعشرين من المحرّم سنة ثمان وتسعين ظفر طاهر بن الحسين بالامين فقتله بظاهر بغداد صبرا وشال رأسه على رمح وطيف به وكانت خلافته أربع سنين وأياما* وفى سيرة مغلطاى أربع سنين وستة أشهر وعشرة أيام وفى دول الاسلام عاش سبعا وعشرين سنة وكانت دولته ثلاثة أعوام وأياما وخلع فى رجب سنة ست وتسعين ومائة ومن حسب له الى موته فخلافته خمس سنين الاشهر او كان مبذرا للاموال لعابا لا يصلح لامرة المؤمنين سامحه الله وتولى الخلافة بعده أخوه المأمون*

[(ذكر خلافة المأمون عبد الله بن الرشيد هارون بن المهدى محمد أبى جعفر المنصور)]

* أمير المؤمنين أبى العباس الهاشمى العباسى أمه أم ولد تسمى مراجل ماتت أيام نفاسها به ولد سنة سبعين ومائة عند ما استخلف أبوه* صفته* قال ابن أبى الدنيا كان أبيض ربعة حسن الوجه يعلوه صفرة وقد وخطه الشيب أعين طويل اللحية رقيقها ضيق الجبين على خدّه خال* وقال الجاحظ كان أبيض فيه صفرة وكان ساقاه دون جسده صفراوين كأنما طليتا بزعفران وكان بويع بالخلافة بمرو وكان أمره نافذا فى افريقية الى أقصى خراسان وما وراء النهر والسند كذا فى سيرة مغلطاى وكان سمع الحديث فى صغره وبرع فى الفقه والعربية من النحو واللغة وأيام الناس والادب ولما كبر عنى بالفلسفة وعلوم الاوائل حتى مهر فيهما فجرّه ذلك الى القول بخلق القرآن وامتحان العلماء ولولا ذلك لكان أعظم بنى العباس لما اشتمل عليه من الحزم والعزم والعقل والعلم والحلم والشجاعة والسودد والسماحة* قال أبو معشر كان أمّارا بالعدل محمود السيرة يعدّ من كبار العلماء* وفى حياة الحيوان وفى أيامه ظهر القول بخلق القرآن وقيل انّ القول بخلق القرآن ظهر فى أيام الرشيد وكان الناس فيه بين أخذ وترك الى زمن المأمون فحمل الناس على القول بخلق القرآن وكل من لم يقل بخلقه عاقبه أشدّ عقوبة* وكان الامام أحمد بن حنبل امام أهل السنة من الممتنعين من القول بخلق القرآن فحمل الى المأمون مقيدا فمات المأمون قبل وصوله وكان اعتبار المأمون فى المناظرة والمقالات بأبى الهذيل البصرى المعتزلى الذى يقال له العلاف وعن الرشيد قال انى لأعرف فى عبد الله حزم المنصور ونسك المهدى وعزة الهادى ولو أشاء أن أنسبه الى الرابع يعنى نفسه لنسبته وقد قدّمت محمدا عليه وانى لأعلم انه منقاد الى هواه مبذر لما حوته يداه يشارك فى رأيه الاماء والنساء ولولا أم جعفر يعنى زبيدة وميل بنى هاشم اليه لقدّمت عبد الله عليه يعنى فى ولاية العهد بالخلافة اجتمعت الامة على عبد الله الا ما عرف من حال صاحب الاندلس فانه والامراء قبله وبعده غير متقيدين بطاعة العباسيين لبعد الديار*

[ذكر من مات من المشاهير فى خلافة المأمون]

وفيها فى رجب توفى شيخ الحجاز أبو محمد سفيان بن عيينة الهلالى أحد الاعلام وله احدى وتسعون سنة* قال أحمد بن حنبل ما رأيت أحدا أعلم بالسنن من سفيان وفيها فى جمادى الاخرة مات حافظ البصرة أبو سعيد عبد الرحمن بن مهدى اللؤلؤى وله ثلاث وستون سنة قال ابن المدينى أحلف أنى ما رأيت أعلم منه* وقال أحمد هو أفقه من القطان وأثبت من وكيع وفى صفر مات حافظ العراق يحيى بن سعيد القطان أحد الاعلام الذى يقول فيه أحمد ما رأيت بعينى مثل يحيى بن القطان عاش ثمانية وسبعين سنة وقال بندار ما أظنّ انه عصى الله قط* وفى سنة تسع وتسعين ومائة مات شيخ الحنفية أبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخى صاحب أبى حنيفة وله أربع وثمانون سنة* وفى سنة مائتين مات محدث المدينة أبو ضمرة أنس بن عياض الليثى وزاهد الوقت معروف الكرخى ببغداد* وفى سنة احدى ومائتين جعل المأمون ولى عهده من بعده على بن موسى الرضا العلوى وأمر الدولة برمى السواد ولبس الخضرة وهو بعد بخراسان فأرسل الى العراق بلبس الخضرة* وفى سيرة مغلطاى

<<  <  ج: ص:  >  >>