للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الستر والصيانة دائم التهجد كثير الصدقات وكان لديه فضل وفقه وله مصنف فى السنة وذم المعتزلة والروافض وصنف كتابا فى الاصول ذكر فيه فضائل الصحابة واكفار المعتزلة والقائلين بخلق القرآن وكان ذلك الكتاب يقرأ فى كل جمعة فى حلقة أصحاب الحديث بجامع المهدى بحضرة الناس مدّة خلافته وهى احدى وأربعون سنة وثلاثة أشهر وفى أيامه أحضر الى بغداد برجل من يأجوج ومأجوج قد ألقته الريح من فوق السد طوله ذراع ولحيته شبران وله اذنان عظيمتان فطافوا به مدينة بغداد حتى رآه الناس*

[ذكر من مات من المشاهير فى خلافة القادر بالله]

وفى سنة خمس وثمانين وثلثمائة مات حافظ العصر أبو الحسن بن على بن عمر الدار قطنى ببغداد فى ذى القعدة وله ثمانون سنة والحافظ أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين البغدادى الحافظ المفسر صاحب التاليف ومن كتبه التفسير ألف جزء والمسند ألف وثلثمائة جزء* وفى سنة ست وثمانين وثلثمائة مات شيخ الصوفية أبو طالب المكى صاحب قوت القلوب* وفى سنة تسع وثمانين وثلثمائة عاشر ربيع الاوّل انقض كوكب عظيم ضحوة نهار كذا فى الكامل* وفى سنة اثنتين وتسعين وثلثمائة مات امام العربية أبو الفتح عثمان بن جنى الموصلى وهو فى عشر السبعين* وفى سنة ثلاث وتسعين وثلثمائة مات امام اللغة وصاحب الصحاح أبو نصر اسماعيل بن حماد الجوهرى التركى قيل انه غلبت عليه السوداء بحيث انه عمل لنفسه جناحين ليطير فطفر فسقط وكسر فهلك وفيها مات الطائع لله عبد الكريم بن المطيع لله بن المقتدر العباسى الذى خلع فى سنة احدى وثمانين وثلثمائة ولم يردّوه بل بقى محترما مكرّما عند ابن عمه القادر بالله* وفى سنة أربع وتسعين وثلثمائة مات مسند الاندلس محمد بن عبد الملك بن صيفون القرطبى وكان قد رحل ولقى بمكة ابن الاعرابى* وفى سنة خمس وتسعين وثلثمائة مات مسند خراسان أبو الحسين أحمد بن محمد الخفاف صاحب السراج وحافظ أصبهان أبو عبد الله محمد بن اسحاق بن منده العبدى صاحب التصانيف وقد قارب التسعين وكان قد سمع من ألف وسبعمائة شيخ* وفى الكامل أورد وفاته سنة ست وتسعين وثلثمائة* وفى سنة ثمان وتسعين وثلثمائة وقع ثلج عظيم ببغداد وبقى أسبوعا لم يذب وكان سمكه ذراعا وكان شئ لم يعهد ببغداد وبقى فى الطرق نحو عشرين يوما كذا فى الكامل وفيها زلزلت الدينور فهلك تحت الردم اكثر من عشرة آلاف ووقع برد عظيم وزنت منه بردة مائة وستة دراهم وفيها هدم الحاكم كنيسة القمامة بالقدس وكان فيها من الا اموال والجواهر مالا يوصف وألزم النصارى بتعليق صلبان كبار على صدورهم وزن كل صليب رطل بالدمشقى وألزم اليهود بتعليق مثل رأس العجل كالمدقة وزنها رطل ونصف وأن يشدّوا الاجراس فى رقابهم عند دخول الحمامات* وفى سنة اربعمائة تزهد الحاكم وتأله وأنشأ دار العلم بمصر وعمر الجامع الحاكمى فدعا له الرعية فبقى كذلك ثلاث سنين ثم تزيذق وأخذ يقتل العلماء ومنع من فعل الخير وبطل تلك الدار* وفى سنة ثلاث وأربعمائة مات عالم العراق القاضى أبو بكر محمد بن الطيب الباقلانى المالكى الأصولى قال الخطيب كان ورده عشرين ترويحة فاذا فرغ كتب من تصنيفه خمسا وثلاثين ورقة وكانت له بجامع المنصور حلقة عظيمة* وفى سنة خمس وأربعمائة مات حافظ زمانه الحاكم بنيسابور وولد بها سنة احدى وعشرين وثلثمائة* وفى سنة ست وأربعمائة مات شيخ الشافعية وعالم العراق أبو حامد أحمد بن أبى طاهر الاسفراينى وله اثنتان وستون سنة وكان يحضره بحلب سبعمائة فقيه وتعليقته الكبرى نحو من خمسين مجلدا* وفى أيامه سنة عشر وأربعمائة غزا السلطان محمود بن سبكتكين بلاد الهند وفتح بلادا كثيرة وقتل من الكفار خمسين ألفا وأسلم نحو عشرين ألفا وغنم أموالا عظيمة وحصل من الفضة نحو عشرين ألف ألف درهم وكان جيشه ثلاثين ألف فارس وأهدى الى القادر منها هدية جليلة فيها صنم من ذهب

<<  <  ج: ص:  >  >>