للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انه كان يعالج العيون ويقدحها ابن ميمون بن محمد بن اسمعيل بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم قدم الى سلمية قبل وفاته وكان له بها ودائع وأموال من ودائع جدّه عبد الله القداح فاتفق انه جرى بحضرته ذكر النساء فوصفوا له امرأة يهودى حدّاد مات عنها زوجها وهى فى غاية الحسن والجمال ولها منه ولد يماثلها فى الجمال فتزوّجها وأحبها وحسن موضعها منه وأحب ولدها وعلمه فتعلم العلم وصارت له نفس عظيمة وهمة كبيرة وكان الحسين يدعى انه الوصى وصاحب الامر والدعاة باليمن والمغرب يكاتبونه ويراسلونه ولم يكن له ولد فعهد الى ابن اليهودى الحدّاد وهو عبيد الله المهدى أوّل من ولى من العبيديين ونسبتهم اليه وعرّفه أسرار الدعوة من قول وفعل وأين الدعاة وأعطاه الاموال والعلامات وأمر أصحابه بطاعته وخدمته وقال انه الامام الوصى وزوّجه ابنة عمه فوضع حينئذ المهدى لنفسه نسبا وهو عبيد الله بن الحسين بن على بن محمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب وبعض الناس يقول انه من ولد القدّاح فلما توفى الحسين وقام بعهده المهدى انتشرت دعوته وأرسل اليه داعيته بالمغرب يخبره بما فتح الله عليه من البلاد وانهم ينتظرونه فشاع خبره فى الناس أيام المكتفى وطلب فهرب هو وولده أبو القاسم نزار الملقب بالقائم وهو يومئذ غلام ومعهما خاصتهما ومواليهما يريدان المغرب فلما وصلا الى افريقية أحضر الاموال منها واستصحبها معه فوصل الى رفادة فى العشر الاخير من شهر ربيع الاخر سنة سبع وتسعين ومائتين ونزل فى قصر من قصورها وأمر بأن يدعى له فى الخطبة يوم الجمعة فى جميع تلك البلاد ويلقب بأمير المؤمنين المهدى وجلس للدعاة فى يوم الجمعة فأحضروا الناس بالعنف ودعوهم الى مذهبه فمن أجاب أحسن اليه ومن أبى حبسه* فابتداء دولتهم فى سنة سبع وتسعين ومائتين فأوّلهم المهدى عبيد الله ثم ابنه القائم نزار ثم ابنه المنصور اسماعيل ثم ابنه المعز معدّ وهو أوّل من ملك مصر من العبيديين وكان ذلك فى سابع عشر شعبان سنة ثلاث وخمسين وثلثمائة ودعى له فيها يوم الجمعة العشرين من شعبان على المنابر وانقطعت خطبة بنى العباس من مصر والديار المصرية وكان الخليفة اذ ذاك العباسى المطيع لله الفضل بن جعفر* وفى يوم الثلاثاء سادس شهر رمضان سنة اثنتين وستين وثلثمائة دخل المعز مصر بعد مضى ساعة من اليوم المذكور* وفى مورد اللطافة دخل المعز الديار المصرية ومعه ألف وخمسمائة جمل موسوقة ذهب عين وكان دخوله اليها فى سنة احدى وستين وثلثمائة وكان قد أرسل قبل ذلك مملوكه الخادم جوهر الصقلبى بجيوش عظيمة الى مصر فملكها جوهر بعد أمور وبنى القاهرة فى سنة ستين وثلثمائة وجوهر المذكور هو صاحب الجامع الازهر وهو من كبار الرافضة الشيعة* ولما ثم بناء القاهرة أرسل جوهر الى المعز فجاء وسكنها وملكها والشام فى رمضان سنة احدى وستين وثلثمائة وكان الخليفة يومئذ ببغداد من بنى العباس أمير المؤمنين المطيع لامر الله فمن حينئذ صار ببغداد وسائر ممالك المشرق الى أعمال الفرات وحلب يخطب فيها باسم خلفاء بنى العباس ومن حلب الى بلاد المغرب يخطب فيها باسم الخلفاء الفاطميين ومن جملة ذلك الحرمان الشريفان وكان المعز أيضا سبابا خبيثا الا انه كان فاضلا عاقلا أديبا حاذقا ممدوحا وفيه عدل للرعية* وتوفى المعز فى شهر ربيع الاخر سنة خمس وستين وثلثمائة وله ست وأربعون سنة وكذا فى حياة الحيوان* ثم انّ العزيز بن المعز ولى الامر بعد أبيه ثم ابنه الحاكم أبو العباس أحمد وهو السادس من العبيديين فقيل انه خرج عشية يوم الاثنين سابع عشر شوّال سنة احدى عشرة وأربعمائة وطاف على عادته فى البلد ثم توجه الى شرقى حلوان ومعه راكبان فردّهما وانتظره الناس الى ثالث ذى القعدة ثم خرجوا فى طلبه فبلغوا ذيل القصر وأمعنوا فى الجبل فشاهدوا حماره على ذروة الجبل مضروب اليد بسيف فتبعوا الاثر فانتهوا

<<  <  ج: ص:  >  >>