للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو سليمان البستي، نسبة إلى مدينة بست من بلاد كابل: كان محدثا فقيها أديبا شاعرا لغويا أخذ اللغة والأدب عن أبي عمر الزاهد وأبي علي إسماعيل الصفار وأبي جعفر الرزاز وغيرهم من علماء العراق، وتفقّه بالقفال الشاشي، وروى عنه الحافظ أبو عبد الله ابن البيع المعروف بالحاكم النيسابوري والحافظ المؤرخ عبد الغافر بن محمد الفارسي صاحب «السياق لتاريخ نيسابور» وأبو القاسم عبد الوهاب الخطابي وخلق.

قال الحافظ أبو المظفر السمعاني [١] : كان حجة صدوقا رحل إلى العراق والحجاز وجال في خراسان وخرج إلى ما وراء النهر.

وقال الثعالبي [٢] : كان يشبه في عصرنا بأبي عبيد القاسم بن سلام في عصره، علما وأدبا وزهدا وورعا وتدريسا وتأليفا، إلا أنه كان يقول شعرا حسنا وكان أبو عبيد مفحما.

ولأبي سليمان كتب من تآليفه أشهرها وأسيرها: كتاب غريب الحديث وهو في غاية الحسن والبلاغة. وله أعلام السنن في شرح صحيح البخاري. ومعالم السنن في شرح سنن أبي داود. وكتاب إصلاح غلط المحدثين. وكتاب العزلة. وكتاب شأن الدعاء. وكتاب الشجاج وغير ذلك.

ولد في رجب سنة تسع عشرة وثلاثمائة وتوفي ببلده بست سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة وقيل سنة ست وثمانين والاول أصح.

ومن شعره:

إذا خلوت صفا ذهني وعارضني ... خواطر كطراز البرق في الظلم

وإن توالى صياح الناعقين على ... أذني عرتني منه لكنة العجم

وقال [٣] :

لعمرك ما الحياة وإن حرصنا ... عليها غير ريح مستعاره

وما للريح دائمة هبوب ... ولكن تارة تجري وتاره


[١] ذكر هذا النص في ترجمته السابقة.
[٢] عن اليتيمة ٤: ٣٣٤ وقد تكرّر هنا.
[٣] اليتيمة ٤: ٣٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>