للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ٤٣٣-

[حمزة بن أسد بن علي بن محمد أبو يعلى]

المعروف بابن القلانسي التميمي:

العميد الأديب الكاتب الشاعر المؤرخ صاحب الخط الحسن وله نثر ونظم رائق. كان من أعيان دمشق ومن أفاضلها المبرزين، ولي رياسة ديوانها مرتين وكان يكتب له في سماعه أبو العلاء المسلم بن القلانسي وبذلك كان يسمى. وبها توفي في ربيع الأول سنة خمس وخمسين وخمسمائة ودفن بجبل قاسيون، وله تاريخ للحوادث ابتدأ به من سنة إحدى وأربعين وأربعمائة إلى حين وفاته [١] ، وكانت له عناية بالحديث، وله كتب عليها سماعه. ومن شعره:

إياك تقنط عند كلّ شديدة ... فشدائد الأيام سوف تهون

وانظر أوائل كلّ أمر حادث ... أبدا فما هو كائن سيكون

وقال أيضا:

يا من تملّك قلبي طرفه فغدا ... معذّبا بين أشواق وأشجان

امنن بوصل لعلّي أستجير به ... من سطوة البين في صدّ وهجران

ما لي منيت بممنوع يعذبني ... ولا يزيد فؤادي غير أحزان

لا برّد الله قلبي من تحرّقه ... إن شبت حبّي له يوما بسلوان

إذا ترنم قمريّ على فنن ... في ليلة زاد في حزني وأشجاني

وكم أسرّ غرامي ثم أعلنه ... وليس يخفى بكم سرّي وإعلاني

لا برّد الله شوقي إن نويت لكم ... تغيّرا ما بأشكال وألوان


[٤٣٣]- ترجمة ابن القلانسي في مصورة ابن عساكر ٥: ٢٩٨ ومختصر ابن منظور ٧: ٢٥٩ وتهذيب ابن عساكر ٤: ٤٤٢ (وعليه اعتماد ياقوت) وعبر الذهبي ٤: ١٥٦ وسير الذهبي ٢٠: ٣٨٨ وتلخيص مجمع الآداب ١: ٩١٢ والشذرات ٤: ١٧٤.
[١] ابتداؤه بتاريخه «ذيل تاريخ دمشق» قد يكون سنة ٤٤٨ إذا اعتبرنا ترتيب السنين ولكنه بدأه قبل ذلك، وجاء في طبعة ١٩٠٨ (ص: ٣) ان أول ما وجد من تاريخ ابن القلانسي: ذكر الحرب بين المعز لدين الله والقرامطة سنة ٣٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>