للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفرائض. وقال له أبو حنيفة: شيئان غلبتنا عليهما لسنا ننازعك فيهما: القرآن والفرائض. وقد وثّقه يحيى بن معين وقال: حسن الحديث عن أبي إسحاق يعني ابن أبي ليلى، ووثقه آخرون، وقال النسائي: ليس به بأس.

وأما ما ذكر عن أحمد بن حنبل وأبي بكر ابن عياش ويزيد بن هارون وعبد الرحمن بن مهدي وعبد الله بن إدريس وحماد بن زيد من كراهتهم لقراءة حمزة لما فيها من المدّ المفرط والسّكت واعتبار الهمزة في الوقف والامالة ونحو ذلك من التكلف فإن حمزة أيضا كان يكره ذلك وينهى عنه، وروي أنه كان يقول لمن يفرط في المدّ والهمز: لا تفعل، أما علمت أن ما فوق البياض فهو برص، وما فوق الجعودة فهو قطط، وما فوق القراءة فهو ليس بقراءة.

وبعد فقد انعقد الإجماع على تلقي قراءة حمزة بالقبول، والإنكار على من تكلم فيها. توفي حمزة بحلوان، مدينة في آخر سواد العراق سنة ست وخمسين ومائة [في خلافة المنصور] وقيل سنة ثمان وخمسين وله ست وسبعون سنة.

- ٤٣٦-

[حمزة بن الحسن الأصفهاني أبو عبد الله:]

مشهور بالفضل، شائع الذكر، له تصانيف جيدة، إلا أنه [] وكان مع ذلك رقيعا ناقص العقل، غير ثبت، ولم ير في عصره أعرف منه بالفارسية، ولا أحسن تصرفا فيها منه. وله مصنّفات كثيرة:

كتاب تاريخ أصفهان. كتاب الأمثال على أفعل [١] . كتاب أصبهان وأخبارها. كتاب التشبيهات. كتاب الأمثال الصادرة عن بيوت الشعر. كتاب أنواع الدعاء. كتاب التنبيه على حدوث التصحيف [٢] . كتاب رسائل. كتاب التماثيل في تباشير السرور.


[٤٣٦]- ترجمته في الفهرست: ١٥٤ وذكر أخبار أصبهان ١: ٣٠٠ وإنباه الرواة ١: ٣٣٥؛ وهذه الترجمة من المختصر؛ وذكر السمعاني في الأنساب أنه توفي قبل ٣٦٠ ويستنتج من كتاب سني ملوك الأرض والأنبياء (طبعه جوتوالد ثم أعيد طبعه في بيروت) أنه كان حيا سنة ٣٥١.
[١] حققه عبد المجيد قطامش، ويقع في جزءين، طبع دار المعارف بمصر ١٩٧٢.
[٢] من مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، تحقيق محمد أسعد طلس ١٩٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>