للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

روح المعروف بفلان، وكان هذا الرجل ينسب إلى ثقل الروح، فحلفت بالطلاق أن حمار بن رزقويه أخف روحا منه، فقال له أبو يحيى: جئني بالحمار فجاءه به، وكان جذعا مربوعا، فخرج من مجلسه في الجامع إلى باب الأحنف، ومعه أهل مجلسه ينظر إلى الحمار، فقال اركبوه فركب، وشوّر بين يديه فقال للرجل: أقم على زوجتك فهذا في الحمير أخف روحا من ذاك في الناس.

له من الكتب كتاب في أخبار البصرة، كتاب الأبلة، كتاب في الجرح والتعديل.

- ٥٠٠-

[زند بن الجون]

المعروف بأبي دلامة الكوفي: أسود من موالي بني أسد، أدرك آخر أيام بني أمية ونبغ في أيام بني العباس، وانقطع إلى السفاح والمنصور والمهدي، ومات في خلافة المهدي سنة إحدى وستين ومائة. وله مع الخلفاء والأمراء أخبار كثيرة ونوادر جمة، فمن ذلك ان أبا جعفر المنصور أمر اصحابه بلبس السواد وقلانس طوال ودراريع كتب عليها فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

(البقرة: ١٣٧) وأن يعلقوا السيوف في المناطق، فدخل عليه أبو دلامة في هذا الزيّ، فقال له المنصور: كيف أصبحت يا أبا دلامة قال: بشرّ حال يا أمير المؤمنين، قال: كيف ذلك ويلك؟ قال: وما ظنك يا أمير المؤمنين بمن أصبح وجهه في وسطه، وسيفه على استه، ونبذ كتاب الله وراء ظهره، وصبغ بالسواد ثيابه!! فضحك المنصور ووصله وأمر بتغيير ذلك الزي، وفي ذلك يقول أبو دلامة [١] :


[٥٠٠]- ترجمة أبي دلامة في الشعر والشعراء: ٦٦٠ وطبقات ابن المعتز: ٥٤ والأغاني ١٠: ٢٤٧ وتاريخ بغداد ٨: ٤٨٨ وابن خلكان ٢: ٣٢٠ وسير الذهبي ٧: ٣٧٤ والوافي ١٤: ٢١٦ والمؤتلف والمختلف: ٢٣١ والبداية والنهاية ١٠: ١٣٤ ومعاهد التنصيص ٢: ٢١١ والدميري ١: ١٦٣ والشذرات ١: ٢٤٩ وله طرائف منثورة في كتب الأدب (ومكانه معجم الشعراء) وقد جمع ديوانه الدكتور رشدي علي حسن (بيروت ١٩٨٥) .
[١] الأغاني ١٠: ٢٤٨ وديوانه: ٦٠ (وفيه تخريج) .

<<  <  ج: ص:  >  >>