للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشد الأديب [ابن] الفتى لنفسه [١] :

تذلّل لمن إن تذلّلت له ... يرى ذاك للفضل [٢] لا للبله

وجانب صداقة من لا يزال ... على الأصدقاء يرى الفضل له

وأنشد ابن الفتى لغيره:

لا تحقرن فاضلا وإن قصرت ... آلته عن عيون رامقه

فالمسك بينا تراه ممتهنا ... في فهر عطاره وساحقه

حتى تراه بعارضي ملك ... أو موضع التاج من مفارقه

وكان ابنه الحسن بن سليمان بن عبد الله بن الفتى فقيها عالما، سكن بغداد، وفوّض إليه التدريس بالمدرسة النظامية. وكان عالما فاضلا يعظ في الأحايين. له معرفة تامة بالنحو واللغة، وينشىء الخطب والشعر. مات في شوال سنة خمس وعشرين وخمسمائة، ودفن بجنب الشيخ أبي إسحاق الشيرازي بباب أبرز.

وكان لابن الفتى هذا ابن آخر يقال له أبو الحسن علي، كان أديبا فاضلا، وبالأديب كان يخاطب، وكان وجيها بالريّ إما وزيرا لبعض أمراء السلجوقية أو شبيها بالوزير، مدحه أبو يعلى ابن الهبارية عند وروده إلى الري فلم يحمده فكتب إلى بعض أصدقائه وساءله في ذمّه فأبى.

وأما الرسالة التي كتبها إلى ابن أبي الفتى فهي: للأسماع- أطال الله بقاء الشيخ الأديب، العالم اللبيب، الكامل الأريب، الفاضل الحسيب، غرة الدهر البهيم، وواسطة العقد النظيم، وجامع عناديد الشرف وأشتاته، ومحيي رسم الأدب ورفاته:

الألمعيّ اللوذعيّ ... الأريحيّ أبي الحسن

ربّ السماحة والرجا ... حة والفصاحة واللسن

منها: وقد كنت أيام تشريفه بأصبهان، بمقدمه السعيد ومقامه المديد، أجتهد


[١] الوافي ١٥: ٣١٢.
[٢] الوافي: للظرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>